استمع عبد الله محمد السبب أصبحنا، وأصبح الملك لله. الحمد لله الذي أحياناً، بعد ما أماتنا، وإليه النشور. هكذا نمضي في دورة الحياة: ننام ونصحو، نصحو وننام. نصبح ونمسي، نمسي ونصبح. نغدو ونروح، نروح ونغدو. وما بين الصباح والمساء، يفعل الله ما يريد. وقد كان ما أراد الله، الذي إذا أراد شيئاً، أن يقول له كن فيكون. صبيحة يوم السبت الفائت أبرقت وسائل الإعلام على حين غرة منا مفاجأة فاجعة: (وفاة الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم بنوبة قلبية صباح اليوم)، لينضم بذلك، رحمه الله، إلى قافلة الذين لن يلحقوا بركب عيد الأضحى المبارك. نعم، هكذا أعلن خبر انتقال المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، إلى جوار ربه، إثر نوبة قلبية صباحية، ليعلن على إثرها الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام، ولتتم الصلاة على جثمانه، رحمه الله، بعد صلاة المغرب بمسجد زعبيل، ليوارى الثرى في مقبرة أم هرير ببر دبي. وهكذا، على إثر ذلك الحدث الحديث الولادة في سجل آل مكتوم ودبي والسجل الإماراتي العام، وعلى مدى يومين متتاليين، تلقى والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ووالدته سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، التعازي بوفاة نجلهما الفارس الشيخ راشد، طيب الله ثراه، وعظم أجرهما، وألهمهما الصبر والسلوان. نعم: هكذا ترجل الفارس الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم عن صهوة حياته عن عمر يناهز ال 34 عاماً: (12 نوفمبر 1981م 19 سبتمبر 2015م).. بعد رحلة تعليمية ابتداء من مدرسة راشد الخاصة، بدبي، وانتهاء ب أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية في العام 2002م. وترجل عن صهوة خيول شاركته مسيرة رياضية معطاءة أثمرت عن جوائز وبطولات محلية وإقليمية وقارية ودولية عدة. خاض الراحل 159 سباقاً بمشاركة من خيوله الصديقة، وحصل فيها على المركز الأول 25 مرة، والثاني 32 مرة، والثالث 13 مرة، عبر سجل تاريخي على نحو زمني تصاعدي مذ كان عمره 17 عاماً، ابتداءً من التاريخ الرياضي الأول 22/7/1998، الذي حقق فيه المركز الثاني في سباق ويكلوهيلز بإيرلندا، وتتويجه بطلاً لبطولة ليزنبيرغ الدولية للتحدي لمسافة 130 كلم بسويسرا، ومروراً بالعديد من المسابقات والمشاركات والبطولات التي خاضها، رحمه الله، منتصراً لنفسه التواقة للتحديات الصعبة والانتصارات الثاقبة، ولوطنه الإمارات العربية المتحدة الفخورة بإنجازاته الذهبية الواحد تلو الآخر، ليصل به قطار البطولات إلى آسياد الدوحة في 14/12/2006، لينال ميداليته الذهبية التي كانت سبباً في تسمية العالم له بطل الآسياد أوسيد الآسياد. رحمك الله أيها الفارس، وألهم الإمارات الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. a_assabab@hotmail.com