أكد مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د.سليمان بن عبدالله أبا الخيل في كلمة له خلال استقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض في قصر الحكم أمس الاول، أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي، وعدداً من المسؤولين، وجمعاً من أهالي منطقة الرياض على أمن وأمان هذه البلاد وما تعيشه من استقرار في ظل شريعة الله التي يحكم بها ولاة الأمر حفظهم الله. وعبر عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه على هذا اللقاء. وأكد الدكتور أبا الخيل على أن هذه اللقاءات التي يناقش فيها فكرة، ويؤخذ فيها تصور تكون لها ثمار وافية يعود نفعها على الوطن والمواطن وفيما يلي نص كلمة د.ابا الخيل: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأمة الهادي الأمين في هذا اللقاء المبارك الذي يتم في قصر الحكم الذي له معانٍ عميقة تثمر بإذن الله تعالى عن كل خير. سهام أهل الغل والفساد وشرورهم موجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت إلى أبناء وبنات الوطن إن هذه البلاد قامت أساساً على التوحيد واخلاص العبادة لله عز وجل والذي لا يمكن ان تجتمع أمة الا على ذلك فالإمام الشافعي رحمه الله يقول كان العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم متناحرين متشتتين متفرقين القوي يأكل الضعيف والغني يستغل الفقير فلما جاء رسول الله نادى بهم بالتوحيد واخلاص العبادة لله والمعتقد الصحيح اجتمعوا عليه ومن هنا تعاد الكرة وتوجد الوحدة على التوحيد بما قام به الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وسار عليه أبناؤه البررة الميامين حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويعاونه ويعاضده سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز. يقول علماؤنا المحققون انه لا يوجد على الأرض دولة تحقق التوحيد الخالص كما أنزل في كتاب الله وجاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذه الدولة ولا يوجد دولة تطبق شريعة الله بمثل ما جاء في الوحيين مثل هذه الدولة وبسبب ذلك وبما أنها أخذت بقول الله عز وجل «الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» تحقق لها الأمن التام في الحياة الدنيا وها نحن نرفل بنعمه وآلائه وفضائله صباح مساء وفي كل شبر من أراضيها يتنعم به الصغير والكبير الذكر والأنثى المواطن والمقيم على حد سواء حتى وصل ذلك مشارق الأرض ومغاربها دون فتنة أو أذى ثم لهم الأمن التام في الحياة الآخرة لأنهم لم يلبسوا إيمانهم بشرك وكل من أخلص لله عز وجل وشهد ان لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله وقام بأركان الإسلام فإن مآله إلى الجنة والسعادة في الدنيا والآخرة. الله عز وجل يقول عن إبراهيم عليه السلام عندما ترك ذريته بوادٍ غير ذي زرع «ربي اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات» فقد طلب الأمن على طلب الرزق لأن الإنسان قد يعيش عيشة مرضية ولو كان قليل ذات اليد إذا كان آمناً ولكن لا يمكن ان يعيش مهما كانت عنده من الأموال ولو كانت بين يديه الدنيا بحذافيرها إذا كان خائفاً مفتوناً. وانظروا إلى البلدان الأخرى من حولنا شمالاً وشرقاً جنوباً وغرباً كثرت فيها الفتن وذلك لبعدها عن شرع الله والأخذ بأحكام هذا الدين العظيم فأصبحت في هرج ومرج وفي اختلاف وتحزبات وهذه هي التي تقود الناس إلى حفر عميقة كلها توجههم إلى الفساد والفتنة وماصانوا أمنهم وامانهم وامنهم الفكري وأمنهم العقدي، أمنهم المادي ولذلك نرى كثيرا من العقلاء والمفكرين والعلماء يتمنون ماهم عليه سابقاً فيما لاقوه من الويلات والشرور والمفاسد التي حدثت لهم. ومن هنا نقول سمو الأمير وأصحاب المعالي الفضيلة والسعادة نحن أباء وأولياء أمور ان المهمة عظيمة والرسالة خطيرة ودقيقة وحساسة لكل واحدة منا في أسرته وبين أبنائه في مسجده في مدرسته في جامعته في مصلحة حكومية وفي أي مؤسسة أي كان لونها ان يؤتى هذا الدين وهذه العقيدة من قبلنا ولن يدافع عن هذه البلاد الا أهلها ولن يحفظ عليها أمنها وامانها الا الله عز وجل ثم المخلصون العارفون بما كانت عليه هذه البلاد وبما صارت عليه من الفضائل والشمائل والكمائل والأمان والطمأنينة وعارفون أيضاً بما يسعى أهل الغل والفساد على مختلف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت إنهم لا يريدون لأهل هذه البلاد خيراً وكل سهامهم وشرورهم موجهة إلى أبنائه وبناته يريدون من ذلك ان يفسدوا أخلاقهم وعقائدهم وولاءهم لدينهم ووطنهم وولاة أمرهم. فينبغي علينا جميعاً وبالأخص المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية التي لها علاقة بالتوجيه والإرشاد بكل صدق واخلاص ووضوح الوقوف لهؤلاء الفئة الواقفة على أبواب جهنم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله حذيفة بن اليمان «هل بعد هذا الخير من شر، قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا، فقال: هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» ليس الخطر من الأعداء من اليهود ومن سار على شاكلتهم أو من الرافضة إنما الخطر هو ممن يأكلون مما نأكل ويشربون مما نشرب ويعيشون معنا ويجلسون في مجالسنا ويكونون محل ثقة. دور المؤسسات والأفراد والمجتمع في صد هذه الهجمات التي تأتينا من بيننا، ان النجاة من هؤلاء قد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له حذيفة بم تأمرني إذا أدركني ذلك قال: إلزم جماعة المسلمين. انظروا إلى ذلك فلم يقل النبي الكريم الحزب الفلاني ولا الجماعة الفلانية بل وجهه صلى الله عليه وسلم إلى جماعة المسلمين وجماعة المسلمين في المملكة العربية السعودية ظاهرة قوية وإمامها معلوم لدى الجميع وله بيعة وسمع وطاعة وهذه الأحكام جل أبنائنا يجهلونها. إن الصخرة الصلبة التي تتفتت عليها أحلام الكائدين وشهوات المغرضين وأصحاب الفساد والفتنة هي عقيدتنا وديننا وجماعتنا وولاة أمرنا. نحمد الله عز وجل ان هيأ لنا ولاية راشدة تنطلق في أحكامها وتصرفاتها وعلاقاتها وتعاملاتها من كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه سلف الأمة بل ان ولاة الأمر في حالهم ومقارهم لا ينفكون عن ذلك ودائماً ما نسمع لا مساومة على الدين والوطن لا مساومة على الأمن. إن ما تنعم به هذه البلاد يشمل المسلمين عامة فالمملكة أعزها الله تبني ولا تهدم وتعطي ولا تأخذ وتناصر قضايا المسلمين وأما دعاة الباطل لا يعجبهم عجب حتى يرون الفتن في هذه البلاد. إننا في جامعة الإمام محمد بن سعود نقولها بكل صراحة نجد الدعم والمؤازرة من حكومة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه حتى أصبحت الجامعة مطمعاً لكل الطلاب في شتى أقطار العالم. وما نحن في الجامعة من مديرها ووكلائها وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس إلاّ جنود من جنود هذا الوطن نخدم عقيدته ونحافظ على مقدساته ونقف مع قادته بالسمع والطاعة، الذي يريد الجهاد وانقلوا هذا ان الجهاد الحقيقي الآن كما قرر ذلك شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله هو جهاد طلب العلم ورفع الجهل، نسأل الله سبحانه وتعالى ان يزيدنا من توفيقه وسداده وان يهب لنا من أمرنا رشداً.