يرتقب إذن أن يعلن رئيس الوزراء اليوناني الجديد اليساري المتشدد الكسيس تسيبراس خلال لحظات عن تشكيلة حكومته الائتلافية بعد فوزه الساحق في الإنتخابات المبكرة التي جرت يوم الأحد و أشارت بعض المعلومات إلى إلى أن وجوه بعض أعضاء الحكومة الجديدة في اليونان بدأت تتضح ملامحها، وزير التنمية ، أستاذ في الإقتصاد جيورغوس ستثاكيس وزير المالية يانيس فاروفاكيس، وزير الداخلية زوي كونستانتبولو وزير ااصحة بانوغيوتيس كورموبوليس وزير الخارجية المتحدث السابق لسيريزا بانوس سكورولتيس، في حين من المفترض أت تعود وزارة الدفاع ل بانوس كامينوس زعيم حزب اليونانيين المستقلين. مناهضو سياسة التقشف تولوا إذن مقاليد السلطة أمس بعد أداء تسيبراس لليمين الدستورية أمام رئيس البلاد كارلوس بابولياس . وتعهد تسيبراس البالغ من العمر 40 سنة و اصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ اليونان تعهد بخدمة مصلحة اليونانيين. تشكيلة بعد أدائها اليمين ستوكل لها مهمات عدة أهمها اعادة التفاوض على خطة انقاذ البلاد ما يضعها في مواجهة مع الجهات الدائنة الدولية. و أول خطوة سياسية قام بها تسيبراس قبل أداء اليمين الدستورية هو التحالف مع الحزب السيادي لليونانيين المستقلين لتشكيل حكومة الإئتلاف المقبلة حيث يحتاج تسيبراس الذي حصل على 149 مقعدا من أصل 300 مقعد إلى مقعدين إضافيين لتشكيل أغلبية برلمانية مطلقة وسيؤمن الحزبان غالبية من 162 مقعدا (149+13) من اصل مقاعد البرلمان ال300. و بشأن تحلف تسيبراس مع اليمين السيادي يعتبر المحللون أن هذا التحالف غير الطبيعي بين الحزبين قد لا يعيش طويلا. واعتبروا ان حزب اليونانيين المستقلين المعروف بهجماته العنيفة ضد المانيا، لا يمكن التكهن بتصرفاته، ومشاركته في الحكم يمكن ان تزعزع التوازن بين مختلف فصائل التيار اليساري التي يتشكل منها حزب سيريزا. وفي بادرة رمزية اخرى وبعد ادائه القسم، توجه تسيبراس الى جدار كيسارياني القريب من اثينا حيث اعدم مئتا شيوعي رميا بالرصاص في 1944 على يد النازيين. وكسر تسيبراس التقليد المتبع باداء القسم الديني في اليونان البلد المسيحي الارثوذكسي، فاختار اداء قسم مدني متعهدا خدمة مصالح الشعب اليوناني دائما. وردود الفعل على تغير المشهد السياسي في اليونان كانت متحفظة لا سيما من المانيا. واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان على الحكومة اليونانية الجديدة احترام التعهات التي قطعتها الحكومة السابقة. وحذرت وزارة المالية الالمانية من ان خفض الدين غير وارد موضحة انه يمكن فقط بحث تمديد برنامج المساعدة لليونان على المستوى الاوروبي اذا قدمت اثينا طلبا في هذا الصدد. كما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين ان التعهدات التي قطعتها اثينا حيال دائنيها في الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي يجب التقيد بها.