×
محافظة المنطقة الشرقية

تطعيم 100 ألف طفل في «الشرقية»

صورة الخبر

حين ينظر أي باحث أو مراقب في عهد الفقيد القائد الملهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، ويمعن النظر في تلك التجربة الفذة، التي عايشناها أثناء فترة حكمه السديد؛ لا يتوقف عن الاستجابة للتسارع القياسي في عمليات التنمية فحسب، بل يلحظ حكمة بالغة في مواجهة كثير من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة والعالم، كما يلحظ حكمته -رحمه الله- في تعاطيه السلس معها. وهذا يكشف عن شخصية قيادية «كارزمية» تمتلك المؤهلات الضرورية لصياغة حلول مبتكرة وقادرة على اختراق الجمود. عهد الملك عبدالله في سياقه المحلي والوطني، يبرز جملة محطات، تتعلق بالصعود التنموي للمملكة، وتطوير قدراتها وتوظيف مواردها وعنايتها أولا بالإنسان، حيث بدأ ذلك من القواعد العقلية بتطوير نظام التعليم، وذلك ألخصه في ثلاثة مسارات. أولها: مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم والصعود به رأسيا إلى مستوى معرفي تنافسي، قادر على إنتاج أجيال مهيأة لحمل راية بلادها بين الدول. وثانيها: إنشاء قرابة الثلاثين جامعة، ومنها: أول جامعة للمرأة تعتبر الأكبر في المنطقة والأكثر تطورا سواء في مناهجها أو بنيتها العلمية، أعني جامعة نورة، يضاف إليها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي تعتبر جامعة عالمية بكل المعايير، وهدفها نقل التقنيات العلمية والمنهجية إلى الداخل السعودي، وحفز الجامعات الوطنية لأن تتوافق مع مقتضيات التطور العلمي في مناهجها ومخرجاتها. وثالث المسارات: هو برنامج الملك عبدالله للابتعاث، الذي استوعب عشرات الآلاف من شباب وشابات الوطن، الذين يدرسون ويواصلون دراساتهم العليا على نفقة الدولة، في أرقى جامعات العالم، ولذلك كثير من المكاسب منها تطوير القدرات الفردية، علميا وحضاريا وثقافيا، ومنها تقديم مخرجات متطورة ومنفتحة على الآخر تسهم في نهضة بلادها مستقبلا، ووضعها في المسار التنموي المطلوب الذي يواكب مستجدات العلم والتقنية في العالم. وفي عهد الملك عبدالله، تبرز المرأة السعودية كعنصر اجتماعي ووطني فاعل ومؤثر، بعد أن حظيت بدعمه وتشجيعه لها، وأصبحت تتحرك في مساحات واسعة تعزز كيانها وتكسبها إرادة وقوة دافعة لتمضي في طريق خدمة بلادها والصعود، أفقيا ورأسيا، من خلال منجزاتها العلمية والأدبية والثقافية، وذلك كان تفاعلا مع ما طمح إليه الملك الراحل، ولم تخذله المرأة السعودية. وعهد الملك عبدالله يمتلئ بمنجزات تفوق الحصر، وتكفي الدلالة على ذلك بحضور المملكة في قمة العشرين ومؤشر التنافسية العالمية، ومنظمة التجارة العالمية، فضلا عن المشروعات العملاقة التي تم ويتم تنفيذها في جميع مناطق المملكة، وهي مشروعات تصيغ واقعنا المستقبلي وتضعنا حيث نطمح كمواطنين سعوديين، ولذلك ورغم أن في فكر الملك عبدالله الكثير الذي كان يعمل على تحقيقه لخير وصالح بلاده وشعبه، إلا أن ما توقف عنده بحكم القضاء والقدر كفيل بأن تصبح المملكة أحد اللاعبين الدوليين المؤثرين في جميع المجالات، فقد تمتع الملك عبدالله ببعد نظر أكسبه قبول واحترام الإنسانية، حتى أصبح بحق ملك الإنسانية. ذلك الوضع الدولي الرفيع الذي حظي به الملك الراحل، كان نتاجا لكثير من المنجزات، التي عرفه بها العالم، قائدا ملهما وجديرا بالتقدير والاحترام، الذي لا يقوم على أي دوافع شكلية، وإنما لها عمق إنساني، بدا في كثير من المواقف والمبادرات التي أطلقها لخدمة البشرية، دون تمييز لعرق أو دين أو مذهب، فهو الذي دعا الى حوار الأديان والمذاهب؛ من أجل سلام البشرية وأمنها، وهو الذي قدّم الدعم اللا محدود في الكوارث والنكبات الطبيعية، وله لمساته الحانية بقبول عمليات فصل التوائم السياميين من أي مكان في العالم، ولذلك فإنه لم يكن يتعامل مع الإنسانية بغير منطلقاتها الإنسانية، لم تكن له حسابات سياسية فيما يقدمه من خير ويبادر إليه، وذلك كفيل بأن يجعله محبوب العالم والقائد النزيه الذي يجتمع كل البشر على محبته واحترامه دون مزايدات أو حسابات ضيقة لأنه صانع سلام عالمي متجرد من كل تشويهات السياسة وأغراضها الخشنة.. رحمه الله وأحسن قبوله، نظير ما قدم للبشرية والإنسانية. والحقيقة التي تعكس ما في أعماقنا هي تلك الجملة البسيطة التي اختم بها مقالي هذا عبدالله ما ارتوينا منك. مدير مراكز «اسكب» للاستشارات الأمنية والعلاقات العامة