أحسن رئيس اللجنة العليا لمهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، تعديل نظام المهرجان المقام سنوياً بإلغاء التجمع في المقر السابق في منطقة أم رقيبة وتكليف اللجنة المعنية بالذهاب والوقوف على الإبل في أماكنها وتقييمها ومن ثم الرفع لرئيس اللجنة العليا وتسليم الجوائز في حفل خطابي يقام بالرياض. المهرجان- وهو يحمل اسما عزيزا على الجميع- ذو أهداف سامية، وساعد على العودة الى تشجيع امتلاك سلالات نادرة من الابل وزيادة الثروة الحيوانية وارتباط الاحفاد بالاصالة والتراث والعشق الطويل بين أبناء الجزيرة العربية وإبلها. ويكفي هذا الحيوان فخراً أن تباهى الخالق العظيم به بقوله: «أَفلا يَنظُرُونَ إِلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ». وكانت بداياته الاولى أكثر تنظيماً وانضباطاً وتلاحما برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز، والتقى خلاله ملاك الابل لتبادل الخبرات وعقد الصفقات واستفاد الكثير منهم. حتى تدخلت قنوات الهياط والمهايط المسماة الشعبية او البنكيه بعد أن أوشكت على الافلاس معنوياً ومادياً فدقت مزامير الجاهلية وطبول التخلف وتمجد من يدفع ! وتروج لمن يعطي بغير حساب! اشتعلت الساحة ولم يعُد ندرة وجمال وسلالة الابل هو المطلوب ان لم تستقطب الشعراء والمنشدين ليتراقص أبناء القبيلة خلف فخوذ الابل، وينحر الجزور والضأن بكميات هائلة تزيد عما قدمه الخصم وتتحرك النعرات وتسبب الشروخ بين أبناء الوطن الواحد. تسلل الى هذا المهرجان الفريد في العالم العربي ضعاف الأنفس وتجار الشنطة فهي أرض خصبة لهم لبث سمومهم وعرض أمراضهم. ستبقى الابل عشق البدوي الأزلي، وسنبقى مجتمعا واحدا تحت راية وقيادة واحدة. وستغلق قنوات الزعيق حوانيتها قريباً. والله المستعان.