اعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ان بلاده تعيش وضعا امنيا واقتصاديا صعبا، مؤكداً أن لا شيء تغير في تونس منذ 2011 وأن الوضع فيها يسير من سيء إلى أسواً، فيما جدد دعوته إلى المصالحة الوطنية. وأفاد السبسي في كلمة ألقاها أمس خلال ندوة عن الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي تونس 2030 أن منذ اكثر من 5 سنوات لم يتغير شيء، مشيرا الى أن تونس وحدها غير قادرة على مجابهة الارهاب. ودعا السبسي الى دراسة اسباب تراجع الاقتصاد التونسي والى ضبط الاولويات. وانتقد الاصوات الداعية الى الزيادة في الاجور، وقال ان المقارنة يجب ان تتم بين من يتحصل على أجره آخر الشهر ومن لا يتحصل على شيء ابدا. وختم بالقول ان الوضع سيء ويسير نحو الاسوأ. المصالحة ضرورية وأكد السبسي ان المرور الى المصالحة الوطنية الذى كان اقترحه سابقا أمر ضروري سيتم المضي فيه لا محالة معتبرا أن مصلحة البلاد تقتضي تشريك كل التونسيين بمن فيهم رجال الاعمال لمواجهة الظرف الاقتصادي والاجتماعي الصعب. وأضاف أن هذا المقترح لم يحظ بقبول عديد الاطراف ونحن نعرفها، مبينا أن هذا المقترح سياسي ولا بد من ايجاد صيغ قانونية لتجسيده والمضي في مرحلة طي صفحة الماضي وأكد في المقابل أن المصالحة لا تعني تبرئة أي طرف كان وأن من يثبت تورطه فإن القانون سيكون هو الفيصل. تحركات الجنوب وعلى المستوى الأمني قال السبسي ان تونس لا يمكن لها لوحدها أن تواجه الارهاب بنجاعة وان الجميع مطالب بالالتفاف حول الدولة وتجاوز كل محاولات التفكيك والتقسيم، مشيرا في هذا السياق الى أن التحركات الاخيرة في الجنوب لم تكن بريئة وأن هناك تيارات تدفع نحو التفكك، وشدد على ان الدولة يجب أن تقوم بواجبها ولا بد من فتح تحقيق في هذه الاحداث وكل من تثبت ادانته سيحاسب ،. الوضع الليبي وأضاف ان الوضع في ليبيا يمثل تهديدا اكبر على أمن تونس الموجودة في الخط الأمامي للخطر حسب تعبيره معتبرا ان الدولة فى ليبيا غائبة وان هذا البلد مؤهل للانقسام في ظل غياب الحوار السياسي الحقيقي و هيمنة لغة السلاح. وبين في سياق متصل أن الحدود التونسية الممتدة على قرابة 500 كلم وأغلبها صحراوي ليست مؤمنة بالكامل وتفرض مراقبتها استعمال وسائل تقنية متطورة تمكن من تأمينها ضد تسريب السلاح والارهابيين، لافتا الى أن الآلاف من التونسيين انضموا الى داعش في سوريا والعراق وليبيا. واعتبر الرئيس التونسي أن الوضع الامني في ليبيا زاد تأزما بعد تقدم تنظيم داعش في أراضيها واكتساحه لمناطق مركزية في البلاد على غرار درنة وسرت، مشيرا الى أن التدخل الغربي العسكري لم يعط أكله الى حد الآن وأنه لا بد من حلول سياسية لها مقتضياتها.