بدا الطالب اليمني محمد مساعد متفائلا بشأن مستقبل اليمن، ورأى أن الأيام القادمة ستشهد حدثا جديدا يفضي إلى تهدئة الأوضاع، ويمكن الدولة من فرض حالة الاستقرار في البلاد. ورغم هذا التفاؤل يؤكد مساعد للجزيرة نت أن ذلك مرهون بمدى استجابة الأطراف المتصارعة للعمل وفق اتفاق الشراكة، بعيدا عن الارتهان لإملاءات وأجندات القوى الخارجية. الشاب مساعد لا يستبعد حدوث انفراج سياسي قريب (الجزيرة نت) شباب متفائلون ولم يبتعد ما قاله مساعد عن نتائج استبيان أجرته إذاعة هولندا العالمية مؤخرا، وأظهر توقعاتالشباب اليمنيين لمستقبل البلاد، فقد أعرب 47%منهم عن تفاؤلهم بالمستقبل، مقابل 37% من المتشائمين الذين لا يرون مخرجا قريبا من الأوضاع الراهنة. في حين اختار 16% التعبير عن موقفهم بعبارة "لا أدري"، مما يشير إلى الحيرة التي تتملك الكثير من اليمنيينبشأن أوضاع بلادهم الراهنة. ويميل 46% من المشاركين في الاستبيان الذي حمل شعار"هنا صوتك" للاعتقاد أن النشاط العسكري لأنصار الله (الحوثيون) سينحسر قريبا، وأن مؤسسات الدولة ستعودإلى ممارسة مهامها الأمنية، مقابل 41% من الذين يشكون في ذلك، فيمافضل13% فقطالتمسك بعبارة "لا أدري". هذا التفاؤل الشبابي النسبي قابله تشاؤم من خبراء ومحللين رأوا أن لا انفراج سياسيا سيؤدي إلى تهدئة الأوضاع الراهنة التي تعصف بالبلاد، في ظل ما يصفونها بمؤشرات سلبية توحي بتدحرج المسار اليمني نحو النموذج العراقي. وتستند تقديرات المحللين اليمنيين إلى التركة الثقيلة التي خلفها سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد المسلحين الحوثيين في21 سبتمبر/أيلول الماضي، وما أعقبها من تغير موازين القوى السياسية بفعل الواقع الجديد الذي فرضته جماعة الحوثي المسلحة بسيطرتها على مفاصل الدولة. شمسان: الفاعلون المحليون وكلاء يدفعون الوضع نحو النموذج العراقي(الجزيرة نت) نموذج عراقي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان اعتبر أن هذا التفاؤل عنصر إيجابي من الشباب، لكنه اعتبر أنه منفصل عن الواقع. وأشار إلى أن المسار اليمني لم يعد شأنا محليا فقط، وإنما أصبح ملعبا مفتوحا للصراع الإستراتيجي الإقليمي والدولي، وأن الفاعلين المحليين باتوا "وكلاء يدفعون الوضع نحو النموذج العراقي". وقال للجزيرة نت إن الواقع اليمني بحاجةإلى ثنائية التفاؤل والتشخيص لمعطياته بحيث يرتبط التفاؤل بالعمل. وأوضح الباحث اليمني أن الحقل السياسي اليمني لا يزال في حالةصدمة ولميستوعبسقوط صنعاءوسيطرة الحوثيينعلى مفاصل الدولة،وأشار إلىتفاعلات ربما تفصح عن نفسها بشكل غير متوقع خلال الأيام القادمة. وأضاف أنه حتى الآن ليس هناك ما يبعث على التفاؤل في المؤشرات السلبية، خصوصا أن الحوثيين كشفوا باكرا عن أنهم يحملون مشروعا عائليا أو بشكل أوضح ثورة مضادة لثورة 26 سبتمبر/أيلول عام 1962. مستقبل قاتم من جانبه، يرى الناشط في الثورة الشبابية بمدينة تعز اليمنية عزوز السامعي أن مستقبل اليمن غير واضح الملامح في ظل تلاشي آمال وطموحات اليمنيين في بناء الدولة أمام توسع نفوذ سيطرة جماعات العنف المسلحة وبروز مشهد سياسي يتسم بضبابية شديدة. وقال للجزيرة نت إن سطوع نجم المليشيات المسلحة وتمدد نفوذها إلى حد ابتلاع العاصمة صنعاء وإغراق البلد في الفوضى والانفلات الأمني أدخل مستقبل اليمن في نفق مظلم، وانفرط عقد الحلم اليمني في الولوج إلى المستقبل الجميل الذي ثار اليمنيون لأجله قبل ثلاث سنوات. وخلص إلى أنه يمكن استشراف قتامة المستقبل وفقا لمسار المشهد السياسي الذي يتجه اليوم لتكريس نفوذ وهيمنة جماعات مسلحة لا تحمل أي مشروع نهضوي للبلد، وتنطلق في تغلغلها داخل المؤسسات المدنية والعسكرية من حقيقة توجهاتها السياسية القائمة على فكرة الغلبة القهرية.