بدا نظام دمشق متشفيا بالحادثة التي شهدتها فرنسا أول من أمس واستفاق عليها العالم وذهب ضحيتها 12 قتيلا، إذ دانت سورية الحادث الإرهابي من جانب، لكنها وبتشف قالت في بيان أصدرته وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن "الإرهاب في سورية سيرتد على داعميه"، في إشارة إلى مساندة باريس لمناهضي نظام بشار الأسد. وفي البيان ذاته، قالت الخارجية السورية إن الاعتداء الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" الأسبوعية قام على دعم ما سمته بـ"الإرهاب"، وعلى قصر نظر السياسات الأوروبية. ودخلت العلاقات الأوروبية "خصوصا الفرنسية" السورية منحى في اتجاه القطيعة، بعد مواقف الاتحاد الأوروبي ضد نظام بشار الأسد، بُعيد اندلاع الثورة السورية عام 2011. ولم يُخف الرئيس الفرنسي قبيل حادثة "شارلي إيبدو" بيومين فقط ندمه، على ما سماه "فرصة إزاحة الأسد"، بعد أن طالت الترسانة الكيماوية "الأسدية" الشعب السوري في هجوم الغوطة الشهير. وقال الرئيس الفرنسي في تصريحات إذاعية "كان من الممكن إزاحة الأسد عن سدة حكم سورية فيما لو تم استخدام ورقة السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري". وبالعودة إلى بيان الخارجية السورية قال مصدر رسمي "حذرت سورية مرارا وتكرارا من أخطار دعم الإرهاب، لا سيما الذي استهدف سورية والمنطقة، ونبهت بأن هذا الإرهاب سيرتد على داعميه، وأن الأحداث والتهديدات التي طالت أكثر من مدينة أوروبية تؤكد قصر نظر السياسات الأوروبية ومسؤوليتها عن هذه الأحداث وعن الدماء التي سالت في سورية"، بحسب زعم البيان. وقال المصدر إن هذا العمل "يوضح بشكل لا لبس فيه الأخطار التي يمثلها تفشي ظاهرة الإرهاب التكفيري التي تشكل تهديدا للاستقرار والأمن في كل أرجاء العالم". وفي ذلك مراوغة سورية ومحاولة لذر الرماد في العيون، إذ تسعى من خلال استنكار ما يحدث في العالم من أعمال تخريبية، فيما تعمل بيد أخرى على دعم التطرف، وتتجاهل أن النظام القمعي السوري، هو المتسبب الأول والأخير في انتشار التطرف والإرهاب، نظير السياسات القمعية التي انتهجها نظام دمشق، منذ عهد الأب، وحتى الابن.