تقول الإمارات إن ضابط الشرطة ضاحي خلفان، يعبر عن رأيه فقط في تغريداته على تويتر أو في حسابه على فيس بوك.. ولا يعبر عن رأي الإمارات الرسمي! وهو كلام قد يكون صحيحًا، لو كان خلفان رجلاً من عامة الإماراتيين، ولكنه مسؤول أمني رفيع المستوى، وفي أي دولة محترمة بها قانون ومؤسسات وضوابط، يحاسب أي مسؤول بها حال أدلى بتصريحات مسيئة للآخرين، أو على الأقل يتم التنبيه عليه، بأن موقعه كرجل دولة مسؤول، تفرض عليه قيودًا على تصريحاته، إلا بعد الرجوع إلى القيادة السياسية. غير أن خلفان، يتحدث يوميًا بأريحية من لا يخاف العقوبة، ويسيء أدبه مع هذا ومع ذاك من الدول والأنظمة التي لا تروق للمشايخ في قصور السلطة. والمدهش أن مصر، هي البلد الأكثر عرضة لمنصات خلفان المنفلتة والمهينة.. حتى تلك التي تبدو مديحًا في نظامها السياسي الحالي، لأنها تصدر منه وكأنما يحشر أنفه في شؤون مصر الداخلية. فعندما يشتم خلفان الرئيس المعزول محمد مرسي، فهي في فحواها الحقيقي، قلة ذوق موجهة إلى مصر الدولة والشعب وليس إلى مرسي بشخصه. فمرسي اختاره أكثر من 13 مليون مصري رئيسًا للبلاد.. وبمعنى آخر، فإن خلفان ـ هنا ـ يشتم شعبًا يعدل عدد سكان الإمارات آلاف المرات.. ويشتم اختياره وإرادته.. وتظل هذه هي الحقيقة الباقية حتى بعد عزل مرسي، إثر انتفاضة شعبية كبيرة ضد نظامه في 30 يونيو 2013. لا يحق لهذا الخلفان أن يحشر أنفه في خلافات مصر الداخلية: تختار مصر مرسي أو تسقطه.. تختار السيسي ثم تثور عليه.. فهذا شأن مصري محض.. ولا يجوز لهذا الرجل، أن يعلم المصريين ما يتعين عليهم أن يفعلوه وما لا يتعين عليهم فعله. صراعات السلطة الحالية مع مرسي والإخوان، لا ينبغي أن تجعلهم يتغاضون عن إهانة الإمارات لمصر في صورة رئيسها الأسبق.. فهو ـ في النهاية ـ كان رئيسًا لمصر وكان منتخبًا انتخابًا حرًا ونزيهًا، بخلاف من تعاقبوا على الحكم قبله، الذين جاءوا بالاستفتاء أو بالانتخابات الشكلية. أنا ـ هنا ـ لست بصدد الدفاع عن الرئيس المعزول، وإنما أدافع عن مصر الدولة والشعب.. فالرؤساء يأتون ويذهبون.. ومصر موجودة قبلهم وستبقى بعدهم.. وهي الأهم.. وما يحدث من الإمارات من خلال الواجهة ضاحي خلفان، هي قلة ذوق غير مقبولة.. حتى ولو اختلفنا مع مرسي واستبعدناه عن الحكم. خلفان تجاوز حدوده بشكل فظ وفج.. ونصب نفسه متحدثًا باسم مصر والرئاسة.. ويتدخل في شؤون الدول الأخرى ـ التي على خلاف مع القاهرة ـ باسم مصر.. وكان آخرها هجومه على المغرب الشقيق وتهديده بإسقاط حكومته، بعد الأزمة الأخيرة بين القاهرة والرباط. أعرف أن المال الإماراتي كاسر عيون الكثيرين في مصر.. ولكن يظل الحد الأدنى من الكرامة والعفة ضروريًا لنحافظ على كرامة تشكو الآن تخلي الكثيرين عنها بشكل لم يحدث من قبل! almesryoonmahod@gmail.com المصريون