×
محافظة المنطقة الشرقية

شراكة تستهدف تنمية 220 ألف طفل بالأحساء

صورة الخبر

لا أحد يعلم ما ستؤول إليه الأوضاع في السنوات العشر القادمة؛ فربما عاد سعر برميل النفط إلى مائة دولار أو أكثر، وربما أصابنا الكساد، وانخفضت الأسعار، حتى تصل إلى العشرين دولاراً. والعلم عند الله. السؤال المطروح والمفروض علينا ـ حكومة وشعباً ـ ونتناوله بمنطقية وواقعية: لو استمرت أسعار النفط كما هي عليه الآن (60 دولاراً)، أو حتى انخفضت قليلاً، فما هي خططنا المستقبلية؟ وما هي البدائل التي يمكننا بها أن نعزز ونحقق أهدافنا وننفذ مشاريعنا التي بدأت في هذه المرحلة (مرحلة البحبوحة والنفط والمداخيل العالية...؟). ماذا أعددنا لتلك المرحلة من صناعات ومداخيل أخرى؟ وهل سنبقى بلداً مستهلكاً فقط..؟! العنصر البشري الموجود الآن وبكثرة (من خريجين وخريجات/ معظم أفراد المجتمع السعودي شباب) هل يتم استثماره بشكل صحيح؟ وهل نحن في مخرجاتنا التعليمية ننظر إلى المستقبل، أم أننا نفخر بالمبنى فقط دون الكيف والفائدة المرجوة من هذه الجامعات وماذا تخرّج؟ (جامعة نورة أكبر من جامعة كامبريدج، ولكن الفرق كبير وكبير جداً بين الجامعتين)؛ فليس العبرة بالأكبر، والأضخم، والأطول، والأجمل.. وهذه من انكساراتنا، ومآسينا، وكوارثنا المحلية (بترديد) هذه العبارات من الغالبية بأننا أفضل أمة، وأفضل مجتمع، وأفضل طرق، وأفضل جامعات، وأفضل مدارس و.. و.. و.. و.. ومع الأسف، التقارير العالمية الصادرة من مراكز بحوث ومعاهد عالمية تبيّن لنا وتقول العكس تماماً، فهل سببت (هذه النتائج) لنا صدمة أم أخذنا الأمر برمته بمزحة كبرى ولا مبالاة، بل إن هذه المراكز وما آلت إليه نتائج هذه الدراسات لا تعني لنا شيئاً..؟! حين نتذكر التاريخ، ونعود إلى السبعينيات، نتذكر دور النفط في الحروب العربية الإسرائيلية، ونتذكر دور النفط في التنمية، ودور المداخيل (من النفط) في الثمانينيات وما نتج منها من ضخ أموال طائلة، لم تكن في الحسبان، لكنها كانت الخطط القصيرة المدى لتنمية المجتمع، ولم يكن هناك خطط وأهداف إلى ما بعد ثلاثين عاماً أو خمسين سنة قادمة؛ فكانت النتائج ما نراه الآن، وما نلمسه في وقتنا الحاضر - مع الأسف - هذه السنة، والتي مضت، وأجزم بأن القادم سيكون بالوتيرة نفسها، وكأننا للتو بدأنا، وللتو أفقنا من أزمة اقتصادية ((كم هائل من المصروفات تصل إلى مليارات الريالات على مشاريع يفترض أن نجني ثمارها))، لكن - ومع الأسف - كأننا للتو بدأنا البناء والتشييد، وللتو بدأنا مرحلة التطوير والنهوض بالمجتمع والوطن برمته.. لم تكن لدينا خطط لتطوير الإنسان.. أين تنمية الفرد من خططنا الخمسية الفائتة؟ أين الإنسان بشكل عام من خططنا التي مررنا بها؟ وأين الفرد من مداخيل النفط في الثمانينيات والتسعينيات؟ وكيف وصل بنا الحال إلى البكاء على الزمن الجميل ــ مع الأسف ــ وما زلنا نبكي ونتغنى، ولكن غالبية أمورنا بالبركة وبالتسويف، وبقولة (ليتنا وليتنا، وسنعمل على معالجة الأمر، وسنبدأ بالموضوع، والأهداف المنشودة..)، وما أكثر التسويف لدينا، ومع الأسف هناك آلاف المشاريع المتعثرة من جراء هذا التخبط وفوضوية القرارات التي تعالج الخطأ بأخطاء أخرى، واستمرارية الدوامة، وكل عام نرى الخطأ نفسه والنهج نفسه في معالجة الخطأ.. وسأقولها بفم مليء بالحزن: ستمر سنون عجاف من جراء نزول أسعار البترول، وسنواجه أزمة لن يعلم بعواقبها إلا الله . يا سادة يا كرام.. غالبية الدول الناجحة (ماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا) ليست دول بترولية. وهناك العديد من الدول العربية عاجزة عن السير قدماً في تنمية مجتمعاتها؛ كونها تعتمد على مواردها المجانية السهلة..! فهل نتدارك جزءاً من هذه الإشكالية، ونضع الحلول من الآن؛ لنتلافى جزءاً من كارثة، ربما تحل بنا جميعاً؟.. هذا هو السؤال الأجدر بطرحه لكل مخلص لهذا الوطن.