×
محافظة المنطقة الشرقية

«بناء» تجمع 370 أسرة مستفيدة في الخبر والدمام

صورة الخبر

تصر بعض وسائل الإعلام الفضائية على وجه التحديد على تأجيج الصراع السياسي في مصر؛ وتبقى تلك الفضائيات متمسكة بنهج غريب في التعاطي مع الشأن المصري الخالص، الذي لن يُحل برفع سقف الاحتجاجات وتصويرها من شارع إلى آخر! إن مصر الدولة والتأريخ لن تعجز -وهي دولة ذات ريادة وحضارة ومكانة دولية كبيرة- أن تخرج من وضعها الراهن، وهي الدولة التي مرّت على مدار التأريخ بأسوأ الأزمات، وجابهت حروبًا عدة، وتكتلات دولية لكنها -بفضل الله- خرجت قوية متماسكة. ذلك القول ليس ذرّاً للرماد في العيون، لكنه يستند إلى إرث مصري معروف في التصدّي للنكبات والصروف؛ وحتمًا فإن الوضع المصري الحالي صعب ومُعقّد منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011م، وما تبعها من صخب واحتجاجات ومظاهرات، ومع ذلك فإن مصر بسياسييها، ومثقفيها، وقادتها قادرة على تجاوز المرحلة بالتركيز على الحوار البنّاء بين كافة الأحزاب والأطياف، كما أنها حكومة وشعبًا لابد أن تُركِّز على البناء والتنمية للخروج من دوامة الجدل السياسي الذي تُؤجّجه بعض وسائل الإعلام التي تستمتع بجعل مصر -الدولة والشعب- مادة للإثارة والتحليل اليومي! وإنه من الظلم حقًّا لمصر وتأريخها أن يطول جدل عقيم لا طائل من ورائه، جدل لا يُفضي إلى حلول واقعية ترسم المستقبل المشرق الذي تستحقه أجيال مصر الطموحة. ودون ريب فإن أيّ منحى يخالف التوجّه إلى التنمية ورفع مكانة الاقتصاد المصري، ويعزز مكانتها العلمية والثقافية إجحاف كبير بحق تأريخها العريق، وهو إذكاء للفتنة بين أبناء الوطن الواحد؛ وحري بقادة مصر وساستها ومفكريها أن يُخرجوا مصر من مدارات الإعلام وتياراته التي اختلط حابلها بنابلها؛ ولعل المهم الآن هو المضي قدمًا في بناء الخطط التنموية للدولة المصرية، فشعب مصر، ومستقبل أجيالها أهم بكثير من الصراع على المصطلحات والمصالح، وتمتلك مصر بجملة مقوماتها وموروثاتها القدرة على الخروج بأبنائها -وليس سواهم- من دوامة الإعلام المضاد أوالإعلام المطبل، ولا أحد يستطيع -ممّن يدّعي وصلاً بليلى- أن يساعد المصريين إذا لم يتعاونوا ويتآزروا ويعقدوا العزم على فتح صفحة مصر البيضاء، ليقطعوا الطريق على المتربصين، ويؤكدوا للعالم أجمع أن مصر تتألم لكنها لن تموت!