تابعنا بذهول واستغراب كيف كان نجوم منتخبنا الوطني ومستواهم الفني المتواضع الذي كانوا عليه في اللقاء الودي الذي جمعهم بنجوم منتخب البحرين الشقيق باستاد سيموندز بمدينة جيلونغ الأسترالية، وكيف كان حال شرودهم الذهني والإنهاك البدني، ما مكن منتخب البحرين من الفوز وباكتساح مفرط، وما آلت إليه المباراة بأهداف أربعة تنوعت طرق تسجليها لتكشف الفراغ الكبير والتباعد بين الخطوط والانهزامية الواضحة على العناصر التي شاركت في النزال، ولم تقدم إضافة نوعية توكد الاستعداد المنتظر الذي يتوق إليه ملايين الجماهير السعودية ويمنيهم بعودة بطل آسيا الذي غاب ويحفزهم معنويا بأنه قادم لأستراليا للظفر بخطف الكأس الغائبة عنه منذ 19عاما. وما يخفف وطأة الصدمة الرباعية البحرينية أن اللقاء كان وديا واستعداديا ولا يمكن الحكم عليه حكما جازما يظهر المستوى الحقيقي أداء وعناصريا وتكتيكيا، ولم يزل الوقت مبكرا، بل إن هناك من داعب قلوب الجماهير بأن كوزمين يحاول إيهام الفرق والمنتخبات بقبوله هذه الأهداف وذاك المستوى الهزيل، حتى لا يشاهدوا منتخبا صنديدا وأسودا أشاوس إلا في النزالات الرسمية للبطولة. ورغم كل ما يمكن أن يتندر به المتابع والمحلل، إلا أن مدرب البحرين الوطني مرجان عيد تفوق على الروماني المعار مؤقتا كوزمين في كل شيء، بل وتفوق المنتخب البحريني وحقق مبتغاه برباعية، وخاض اللقاء بالتشكيل المناسب وتجربة أكثر من تكتيك والزج بجل اللاعبين للوصول للطريقة المثلى والتشكيل الأنسب، على عكس كوزمين الذي حاول ما يمكن أن يحفظ به ماء الوجه بإدخال عناصر ساهمت في تسجيل الهدف الوحيد للأخضر. وإجمالا، نحن في أمس الحاجة إلى عناصر مؤثرة وقادرة على استعادة الأمجاد الآسيوية وعودة الهيبة السعودية لنجوم يحرثون الملعب طولا وعرضا يمنة ويسرة وروح متواصلة، وحماس لا يتوقف طيلة شوطي المباراة ليتحقق الفوز في كل مباراة، وبإذن الله تتحقق الأماني والتطلعات بأفضل العناصر تأثيرا داخل المستطيل الأخضر ويملكون «كاريزما» التفوق والتميز لتحقيق كأس البطولة، والتي لن تتأتى إلا بالجهد الوافر والعزيمة والإصرار والروح والحماسية للذود عن شعار الوطن، وهم لذلك قادرون وبإذن الله يتفوقون على كل الصعاب ويكسبون تحدي الذات والعودة بكأس البطولة. ناصر لماذا؟! انقسم المتابعون ما بين مؤيد ومخالف على التصرف غير الجيد الذي صدر عن لاعب المنتخب وأفضل لاعب آسيوي ناصر الشمراني تجاه أحد المبتعثين السعوديين المتواجدين لمؤازرة المنتخب في أستراليا واللفظ غير المقبول واشتباكه مع أحدهم، وكان من الأولى بناصر وهو لاعب جماهيري ونجم له ثقله أن يأبى الانزلاق ويترفع عن أي مزلق قد يوقعه في حرج أمام الملايين ويسقط، بل وهوى بتصرفه إلى هاوية الحنق الجماهيري، وعليه أن يعتذر ويصدر بحقه عقوبة توازي هذا التصرف غير المقبول من لاعب بحجم الزلزال. سعيد أهلاوي! أضحكتني صيغة التهديد التي تناولها العزيز عدنان جستنية وحسمه للحكم في قضية لاعب الأهلي والمنتخب السعودي سعيد المولد وأحقية نادي الاتحاد به، وأنه وبالقانون هو اتحادي، ثم عاد وبدأ يستجدي تارة بأن تطبق كل اللوائح والأنظمة في مثل هذه القضايا، وألا يخاف لومة لائم، وأن ينفذ القانون ليكون اللاعب اتحاديا، ويعود تارة أخرى إلى أن كل المعطيات تصب في صالح ناديه، وختمها بتضامنه بعد صدور قرار الحسم بأننا «معك قلبا وقالبا»، ونسي الزميل أن من بين اللوائح والأهم في بنودها رغبة اللاعب إلى أين تتجه؟. وبالمثل، ومن خلال هذا المنبر، أؤكدها له ولغيره بأن سعيد المولد أهلاوي بقوة النظام وإجراءاته طالما أن اللاعب لا يريد إلا ناديه ويرغب بالبقاء فيه فلن ولم ولا تستطيع أي جهة قانونية إجباره على ارتداء شعار فريق لا يريده، وهو الوحيد من يقرر وجهته في البقاء أو الرحيل.. فلا «تقلق يا صديقي» فقد حسم الأمر ولم يتبق سوى الإعلان بعد أسبوع بعد تأكيد الدكتور البرقان.. وسعيد المولد أخضر القلب والهوى بالقوانين واللوائح.