Follow لا زال عمر السعودية الثالثة كبلد مقارنة بأعمار البلدان وأغلبية الدول فتيا وفي بدايات الشباب بل في مرحلة المراهقة المبكرة بل وعمر السعودية بمراحلها الثلاث , وما يحصل داخله من صراعات وتجاذبات فكرية ومجتمعية دلائل صحة وعلامات تطور وإرهاصات حياة ومؤشرات تحول سبق أن مرت بها مجتمعات أكبر سنا تجاوزتها وانتقلت لمراحل أخرى نهضوية وعمرانية لدى البعض وتخريبية وتدميرية ومؤشرات إفلاس وفناء لدى البعض الأخر . مع ملاحظة أن السعوديين بكل أطيافهم أثبتوا في السنوات الأخيرة مع موجة ما سمي بالربيع العربي وحالة الشقاق والاحتراب الإثني التي بلغت ذروتها اليوم وخصوصا السني الشيعي أنهم مجتمع فتي ينشط فيه الحوار الهادئ والحاد والمتشنج لكن له حدود لا يتجاوزها الأغلبية الساحقة والمتجاوزون بغير اللفظ أقلية شاذون منبوذون من الكل وحادثة قرية الدالوة خير مثال على قوة اللحمة وشدة الترابط بين كل الفئات والمستويات حين نالت استنكارا شعبويا لافتا . سنوات المراهقة متعبة ومقلقة لصاحبها قد تؤدي به في لحظات شدتها وعند ساعات خلوته وبقائه لوحده طويلا إلى الإنحراف يسارا أو التطرف يمينا ما لم يكن هناك بجانبه متفهم لحاله ومراعي لوضعه ودارس لفترته وناصح بما يناسب ما يمر به وموجه بالصورة الصحيحة السليمة لعمره ومتجاوز عن هنات المرحلة وهفوات اللحظة العمرية وصاحب رؤية بعيدة وواقعية مسامحة .