أكد عدد من المستثمرين في قطاع الرياضة ضرورة البدء الفوري في دراسة متخصصة وشاملة للخروج بحلول لعدد من المشاكل التي يرون أنها من مسببات الإخفاق والتذبذب الملحوظ في مستوى كرة القدم السعودية والذي يبدو ظاهراً في أداء المنتخب، مشيرين إلى أن غياب الملاعب الرياضية وقلتها في الأحياء إضافة إلى ضعف الاهتمام بالرياضة في القطاع التعليمي وظهور الألعاب الإلكترونية إضافة إلى سلبية الأندية وآليات تعاملها مع لاعبيها حالياً من الأمور التي يجب أن تضعها تلك الدراسة في أولوياتها. وقال رئيس كل من ديوانية الشباب والرياضة ونادي جدة لذوي الاحتياجات الخاصة راشد علي بن زومة ل"الرياض" إن الرياضة السعودية وخصوصاً في كرة القدم تشهد نقصاً وتراجعاً شديداً في عدد المواهب الجديدة والمسببات في نظري متعددة ولكن أهمها هو ابتعاد النشء عن الرياضة وممارسة كرة القدم، ففي السابق كنا نجد في كل حي ما يزيد على 1000 ممارس لكرة القدم، وحالياً تقلص ذلك العدد ليصل إلى 100 و200 فقط والسبب هو عدم وجود المساحات والانشغال بممارسة لعبة كرة القدم عبر البلايستيشن لدرجة أن الأهالي أصبحت تطالب أبناءها بالنزول للرياضة أو للسير ويرفضون عكس الماضي حينما كان الأهالي يضغطون على أبنائهم للابتعاد عن ممارسة لعب كرة القدم. وأوضح بن زومة أن من الأمور المهمة أيضاً ما نراه حالياً من تعامل الأندية مع اللاعبين الذي ولد عند غالبيتهم شعور بالاستغناء عن المنتخب وأصبح اللاعب مكتفياً مادياً وإعلامياً بالنادي وهو تعامل أسهم في ظهور كثير من أشكال التعصب التي لم تكن في السابق وكل ذا يتطلب دراسة عاجلة تخرج بحلول جذرية تعيد الأمور إلى نصابها. بدوره أكد عضو لجنة الأعمال الرياضية السابقة بغرفة تجارة جدة ماجد بن فتن الشريف أن تأثير ابتعاد النشء عن الرياضة مهما كان سببه جعل المواهب قليلة ويبدو ذلك ظاهراً في المنتخب الحالي والذي لا يلائم مستوى طموح وتطلع الجمهور السعودي ويكفي دليلاً على ذلك أن هناك إجماعاً على عدم الرضا عن أدائه بعكس ما كان يحدث سابقاً حيث كانت درجات الرضا عن أداء المنتخب تتفاوت بين الجمهور. وقال الشريف إن من الضروري المباشرة بدراسة شاملة تعنى بالخروج بحلول لما وصل إليه حال كرة القدم اليوم يتم فيها الاستعانة بأهل الاختصاص والخبراء التربويين على أن يشمل البحث كل ما يتعلق بتعامل الأندية مع لاعبيها وتأثيره على عطائهم في المنتخبات إضافة إلى الأسباب التي جعلت النشء يشاهدون المباريات الرياضية على أجهزة التلفاز ويمارسونها بالألعاب الإلكترونية أكثر من ممارستها على أرض الواقع.
