قرر البرلمان الليبي تشكيل لجنة من 40 نائباً لدراسة المسودة الرابعة للاتفاق السياسي لحل الأزمة في ليبيا، التي قدمها المبعوث الدولي برناردينو ليون في جولة الصخيرات الأخيرة، فيما قالت بريطانيا إن هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى اتفاق ليبي على حكومة وفاق وطني هذا الأسبوع محذرة من أن عدم الاتفاق يسمح لتنظيم داعش الإرهابي بتوسيع قبضته على المدن الليبية، ويقود لسنوات من الفوضى. وقال عضو البرلمان الشرعي صالح قلمة لبوابة الوسط، أمس الثلاثاء، إن قرار البرلمان جاء بعد جدل حول تأييد أو رفض المسودة، وبعد نقاش استمر يومين لافتاً إلى أن البرلمان قرر، الاثنين، إحالة المسودة إلى اللجنة السابقة والمكونة من 19 عضواً وإضافة 21 عضواً ليصبح العدد 40 عضواً. وأشار قلمة إلى أن رئاسة البرلمان أصدرت،، قراراً بتكليف الأعضاء، وتحديد الاثنين المقبل لتقديم تقريرهم حولها. ومن ناحية أخرى، أوضح النائب أن المجلس أرجأ مناقشة الميزانية العامة التي كانت مقررة في الجلسة نظراً لعدم جاهزية لجنة المالية ويستكمل المجلس مناقشة بقية البنود الاثنين المقبل. يذكر أن وفداً من البرلمان اجتمع مع المبعوث الاممي برنادينو ليون في القاهرة وعرض عليه التحفظات على المسودة، وقال النائب عبد السلام نصية الذي شارك في اللقاء إن ليون متمسك بعدم إجراء أي تعديل على المسودة الأخيرة. من جهتها، أكدت لجنة الشؤون السياسية ببرلمان الميليشيات، أن المسودة تشكل تطوراً ملحوظاً وجدياً لحل الأزمة السياسية، وهي تصلح لأن تكون أساساً للحل السياسي الذي يؤدي إلى الاستقرار إذا وضع حكم المحكمة العليا في الاعتبار. كما أكدت اللجنة في بيان، أن تشكيل حكومة وفاق وطني يعد أمراً مهماً في نجاحها واستقرارها إذا تم دعمها من المجتمع الدولي. يذكر أن حكومة الميليشيات المنبثقة عن هذا البرلمان أعلنت دعمها لما يسمى مجلس شورى مجاهدي درنة، التابعة لتنظيم القاعدة والمصنف جماعة إرهابية من قبل مجلس الأمن ومن البرلمان. في الأثناء قال السفير البريطاني لدى ليبيا بيترميليت إن هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى اتفاق ليبي على حكومة وفاق وطني هذا الأسبوع، محذراً من أن عدم الاتفاق يسمح لتنظيم داعش الإرهابي بتوسيع قبضته على المدن الليبية، ويقود لسنوات من الفوضى. وأضاف أن المجتمع الدولي مستعد لتقديم دعم اقتصادي وأمني كبيرين في حال التوصل إلى هذا الاتفاق. ودعا ميليت الليبيين إلى التوافق على حكومة وحدة وطنية على أساس مسودة الأمم المتحدة، قائلا: نعتقد بوجود أمل وإمكانية حقيقية لحصول اتفاق هذا الأسبوع، والليبيون لديهم فرصة تاريخية لإنهاء الصراع وبناء بلد حر ديمقراطي مستقر ومزدهر، ونحن نحث الطرفين على اغتنام هذه الفرصة لمصلحة البلاد كلها. وأضاف ميليت: المجتمع الدولي يقف على أهبة الاستعداد لتقديم مساعدة كبيرة على الصعيد الإنساني والاقتصادي والأمني إلى ليبيا موحدة في أقرب وقت يتم فيه الاتفاق على الحكومة الجديدة، وبالمثل أيضا سوف نحاسب، من خلال العقوبات، الذين يعرقلون تشكيل أو عمل تلك الحكومة. على صعيد آخر، أعلن مسؤول ليبي في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، عن إطلاق 3 دبلوماسيين تونسيين من بين 10 اختطفوا الجمعة من القنصلية التونسية بطرابلس. وأكد آمر جهاز الأمن الدبلوماسي الليبي فرج السويحلي في تصريحات صحفية، أنه أفرج عن الثلاثة دون الإشارة إلى الكيفية التي تم من خلالها إطلاق سراحهم. والى ذلك توعد مجلس شورى إجدابيا وهو الاسم المحلي لتنظيم القاعدة، كلاً من البرلمان الشرعي والحكومة المؤقتة والمنتسبين إليهما بالرد القاسي، معتبراً إياهم أهدافاً مشروعة، وذلك على خلفية مقتل قادة التنظيم في الغارة الأمريكية التي جرت بالتنسيق مع الحكومة. وكانت جماعة أنصار الشريعة المتشددة أكدت مقتل 7 إرهابيين فقط في الغارة، نافية مقتل المتشدد مختار بلمختار. (وكالات)