في وقت واحد يواجه وطني تحديات كبيرة، يعجز كثير من الأوطان عن تحمل واحد منها، فما بالكم بوطني تصدى لها جميعا بفضل الله تعالى ثم بحكمة قادته وجهود أبنائه المخلصين. - موسم حج يتدفق فيه ضيوف الرحمن من كل فج وحدب بثقافات ولغات وتقاليد وعقليات مختلفة، ورغم ذلك تتكاتف كل قطاعات الدولة الرسمية والأهلية والتطوعية لتقديم كل سبل الراحة والمساعدة لهم، ونتيجة حادث ما يبدأ الهمز واللمز بتقصير المملكة ويتعالى صوت نباح دولة تبعث مليشياتها لنحر الأطفال واغتصاب النساء وفي الوقت نفسه تتباكى على شهداء الحرم، ينطبق عليها قول أجدادنا "البعير ما يشوف عوجة رقبته"! - وحرب تحرير جارة استغاثت من بعد الله به أن عاث صعاليك الحوثي وصالح في أرضها فسادا، فهب لنجدتها دون أن يتراجع بسبب أسعار نفط تتهاوى، أو أرواح أبناء تستشهد، أو فاتورة حرب مرهقة! - انتشار مرض كورونا الذي يحتاج وحده إلى خطط ومحاربة وتوعية وتفرغ إعلامي وتكاتف جهود كبيرة، فكوريا أصيب أحد مواطنيها بكورونا فشغلت العالم بهذا الحدث الجلل، وأنت يا وطني تستقبل ملايين الحجاج والمعتمرين في ظل تحديات "كورونا"! - محاربة الإرهاب وفي مقدمته الفكر الداعشي الخبيث الذي يبث أفكاره المنحرفة في نفوس بعض صغار السن والمراهقين، ويسيطر على إدراك عقولهم ويغيبهم عن التفكير إلى تلك الدرجة التي يقتل فيها ابن العم بدم بارد دون أن تستوقفه صرخة ابن عمه "تكفى يا سعد"! سفينة "تايتانك" التي أطلقوا عليها لقب السفينة التي لا تغرق غرقت في أول رحلة لها ومات أكثر من 1500 شخص كانوا على متنها، وفي روسيا عام 1982 وخلال مباراة بين سبارتاك موسكو وهارليم الهولندي حدث تدافع في أحد الأنفاق الضيقة في الملعب ما أدى إلى سقوط 340 قتيلا، وفي مدينة بوبال الهندية في عام 1984 وبسبب خطأ بشري أدى انفجار وقع في مصنع كيماوي خلال ساعة واحدة إلى تسمم نصف مليون إنسان ووقوع 16 ألف ضحية! إذن حادث تدافع الحجاج الذي حدث في "منى"، كان من الممكن أن يحدث في أي مكان آخر في العالم! لكن من الأمور الجميلة في الشدائد التي مررت بها يا وطن أنها كشفت القناع عن عدو شامت لا يريد عزا ولا رفعة للإسلام.. وإلا فمن يشمت بمصيبة حجاج بيت الله؟! دمت شامخا يا وطني.. "وما لأحد عليك منة ولا فضل". وخزة كل من يفرح بمصيبة إخوانه المسلمين ويشمت بهم فهو عدو لهم. "إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" آل عمران: 120.