تسلمت أفغانستان المسؤولية الكاملة عن الأمن من القوات القتالية الأجنبية أمس بعد مقتل 26 مدنيا على الأقل بقذائف مورتر أطلقها الجيش الأفغاني أثناء حفل زفاف بإقليم هلمند المضطرب في جنوب البلاد. وسيختبر تسلم مسؤولية الأمن قدرة القوات الأفغانية التي يصل قوامها إلى 350 ألف فرد على تحمل مسؤولية قتال مسلحي حركة طالبان. وكانت قوات التحالف بقيادة واشنطن قد أنهت مهمتها القتالية رسميا بعد أكثر من 13 عاما من الإطاحة بحكم طالبان في أواخر 2001 بسبب إيواء الحركة لمدبري هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. لكن نحو 13 ألف جندي أجنبي معظمهم أمريكيون سيبقون في أفغانستان بموجب مهمة جديدة تستمر عامين لتدريب القوات الأفغانية. وقال الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني في كلمة بمناسبة تسلم بلاده مسؤولية الأمن "أود تهنئة شعبي اليوم بأن القوات الأفغانية تستطيع الآن تولي المسؤولية الكاملة عن الأمن لحماية تراب بلادها وسيادتها." وقال مسؤولان امنيان إن قذائف مورتر أطلقها الجيش الأفغاني أسفرت عن مقتل 26 مدنيا على الأقل وإصابة الكثيرين أثناء حفل زفاف بهلمند. وقال الجنرال محمود نائب قائد الفيلق 215 بالجيش الأفغاني في الإقليم إن المدفعية أطلقت من ثلاثة اتجاهات بقرية في منطقة سانجين حيث أقيم حفل الزفاف أمس الأول. وأضاف محمود "ما نعرفه حتى الآن هو أن جنودنا أطلقوا قذائف مورتر من ثلاثة مواقع لكن لا نعلم إن كان هذا متعمدا. "قمنا بفتح تحقيق وسنعاقب من فعلوا هذا". وقال جول باشا بختيار نائب قائد شرطة الإقليم إن 26 مدنيا بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب 41 شخصا بقذائف المورتر التي أطلقها الجيش. وذكرت الأمم المتحدة في تقرير الأسبوع الماضي أن 3188 مدنيا أفغانيا على الأقل قتلوا في الاشتباكات مع مسلحي حركة طالبان العام الماضي مما يجعل 2014 أدمى الأعوام بالنسبة للمدنيين في البلاد. وللمرة الأولى أصبحت المعارك البرية بين مقاتلي طالبان والقوات الأفغانية السبب الرئيسي لمقتل المدنيين في البلاد عام 2014. وكان معظم المدنيين يقتلون بسبب القنابل في السنوات السابقة.