كثير من المدربين، ومن الوهلة الأولى لبدء عملهم في الأندية السعودية والمنتخبات يطلقون عبارات الإعجاب والدهشة بتوافر (الموهوبين) لدينا، ومع مرور الوقت يتذمرون من السلبيات والنواقص والمعوقات في تأسيس وتطوير المواهب. لن أستبعد نسيان كثيرين لبطل السباحة أحمد القضماني الذي ظهر فجأة وأسعدنا بميداليات قبل بضع سنوات، ولم يعد له ذكر، وفي ذلك الوقت أتحفنا بأهم عوامل تفوقه أنه نشأ في أميركا مع عائلته وتعلم وتطور وجاء ليرفرف بالعلم السعودي بما يعزز فينا جميعاً التطلع لميداليات في محافل دولية، لكن – وللأسف الشديد – لم نعد نعرف عنه شيئاً، وبما يؤكد الخلل الكبير في رياضتنا، وإعلامنا. ويوم الاثنين الماضي احتفل الاتحاد السعودي للتنس بالبطل سعود الحقباني (10 سنوات) الذي حقق كأس العرب للناشئين كأول إنجاز سعودي وبنتائج مبهرة أذهلت منافسيه العرب. وسعود يجسد أيضاً وجود المواهب وأهمية تنشئتها، حيث إنه ولد في أميركا وعاش في كنف ورعاية واهتمام والديه مع أشقائه وأحدهم (عمار) الذي يعد بطلاً في اللعبة أيضاً. ولأنه تعلم في صغره باحترافية ورعاية أبوية فقد تفوق على أقرانه العرب وبكفاءة. ومثلما قلت في كلمتي في الحفل، آمل أن يكون اتحاد التنس أفضل من غيره في رعاية هذا الموهوب – وغيره - والاهتمام به وتعزيز تدريباته في أميركا، مع مخاوفي أن يتأثر من بيئتنا (اللااحترافية) والشحيحة مالياً وفكرياً، وبالتالي يلحق بالقضماني وغيره، مع يقيني أن والديه أهم عوامل تألقه ووصوله إلى هذا المستوى والنجاح وجرأة التعامل. وبالمناسبة يقول والده الدكتور فالح الحقباني "إن هذا العمل من ثمار برنامج خادم الحرمين الملك عبدالله للابتعاث"، وهي رسالة عميقة تغطي مساحة مملكتنا الشاسعة في بلاغتها، بشرط أن يعيها المعنيون، مبتهلاً إلى المولى العلي القدير أن يحمي الشبل سعود، وأن ييسر له سبل النجاح وتحقيق الطموحات، وهو الذي قال "طموحي التألق في أولمبياد طوكيو 2020 وأن أرفع فيه اسم المملكة العربية السعودية عالياً". وفي هذا الصدد يجب أن أحيي كثيراً رجال الأعمال الذين حضروا وساهموا بمبالغ وهدايا، وهم: إبراهيم بن موسى الزويد رئيس مجلس إدارة مجموعة الزويد القابضة (50 ألف ريال)، ومنصور الثواب، وعبدالرحمن المزروع، والعميد سلطان بن دويش، وعبدالكريم اللحيدان رئيس نادي الأمل، وباسل العلولا، وناصر الجفن رئيس أعضاء شرف نادي الرائد، وسامي الطويل عضو شرف نادي النصر، وكنعان الكنعان المشرف السابق بنادي الشباب، الذين قدموا مبالغ مالية فضلوا عدم الإفصاح عنها، ومحمد الحميضي ومحمد أحمد عبدرب الرضا، اللذان قدما هدايا خاصة. وفي هذا المقام أنوه كثيراً بجهود الزميل الأستاذ أحمد العلولا الذي كان وراء نجاح الحفل في تفاعل رجال الأعمال وتلبية الدعوة من رياضيين كثر. وهنا أشير إلى الكثير من الأبطال في الألعاب المختلفة نجحوا بجهود ذاتية، مع عدم إغفال اتحادات قليلة لها حضور جيد، يقابل ذلك مخاوف تنهش جسد غالبيتها لعدم أهلية من يقودونها والحرقة تقتل طموح اللاعبين الذين لا يجدون الدعم الذي يقوي من عزيمتهم للتألق والمثابرة. ومع ذلك سنبقى متفائلين ببعض القرارات الأخيرة في انتخابات المرحلة الجديدة ووجود بعض الكفاءات التي نتطلع إلى أن يكون لها حضور فاعل في التطوير وتحقيق الإيجابيات. ونتأمل كثيرا في وزارة التربية والتعليم أن تثبت أنها أهل لمسؤولية رعاية الطلاب منذ مهد الدراسة بدلا من الوعود التي تزيد في تأخير رياضة الوطن.