أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن قطاع السياحة سيوفر (1.7) مليون وظيفة للشباب والفتيات حتى عام 2020م، واستعرض أمس أمام المشاركين في منتدى جدة الاقتصادي الرابع عشر الذي تختتم فعالياته اليوم الطموحات والآمال العريضة التي تحدو القائمين على هذا القطاع الذي يسهم في دعم الاقتصاد الوطني بـ (2.6%). وكشف سموه أن الهيئة العامة للسياحة ستطلق برنامجا وطنيا باسم «عيش السعودية» بهدف توطين الشباب، وإتاحة الفرصة لاكتشاف وطنهم والاستمتاع بتجربة تاريخية وتثقيفية مميزة، وتمكينهم من اكتشاف مقومات وطنهم عن طريق تنفيذ البرامج السياحية الموجهة، كما ستنفذ الهيئة برنامجا شاملا بمسمى «سياحة الشباب» لتحقيق استفادة الشباب من السياحة من خلال المشاركة في الرحلات الجماعية والأنشطة السياحية المختلفة، بالتعاون مع الشركاء، وتعمل الهيئة مع شركائها على تعريف الشباب بالفرص الجديدة المتوافرة في مختلف القطاعات السياحية، وفي مواقع النمو السياحي، كالوجهات السياحية الجديدة وغيرها، فرص العمل في قطاع السياحة متاحة للشباب في مكان إقامتهم، ولمختلف فئاتهم (العمرية، والتعليمية، والتأهيلية). وأوضح أن توفير فرص العمل للمواطنين أحد أهم أهداف التنمية السياحية الوطنية، حيث أنشئ مركز تنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) لتحقيق هذا الهدف، وتشير تقارير وزارة العمل -أحد أهم شركاء الهيئة- إلى أن السياحة الوطنية مسار رئيس لتوفير فرص العمل للمواطنين، وتحديدا قطاع الإيواء السياحي، كما أكد التقويم الذي أجرته وزارة العمل على الأنشطة المختلفة الجاذبة لعمل السعوديين، أن القطاع السياحي يعتبر من أعلى ثلاثة قطاعات اقتصادية جاذبة لعمل السعوديين. ولفت إلى أن عدد الفرص الوظيفية في قطاع السياحة عام 2013م بلغ (751) ألف وظيفة، يمثل السعوديون ما نسبته (27.1%)، وتمثل السياحة القطاع الاقتصادي الثاني في المملكة، بعد قطاع المصارف والبنوك، من حيث نسبة السعودة، ومن المؤمل أن يصبح قطاع السياحة الأول قريبا، إذا ما توافرت فرص التحفيز المناسبة، وتسهم في توفير مناخ اقتصادي ملائم لتوليد فرص العمل والاستثمار للشباب، وارتفاع نسبة السعودة يؤكد الإقبال الكبير والمتزايد للشباب على العمل والاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي الواعد، وهو أمر متوقع لمن يعرف طبيعة المواطن. استعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أهم المؤشرات الاقتصادية للسياحة في العام الماضي وفقا لمركز الدراسات السياحية (ماس)، وقال: القطاع سيوفر (1.7) مليون فرصة عمل حتى عام 2020م، والفرص المتاحة حاليا وصلت إلى (1.1) مليون وظيفة، لافتا إلى أن القطاع أسهم في دعم الاقتصاد الوطني بـ(2.6%) من الناتج المحلي الإجمالي، و(5.2%) في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وقال سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة في ورقة العمل التي قدمها تحت عنوان (السياحة كفرصة للنمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل للشباب): السعودية تحتل المرتبة (23) بين دول العالم من حيث البنية التحتية المتطورة، وتسهم استثمارات البنية التحتية في تحويل المزايا النسبية للدول إلى تنافسية، ويحتل اقتصاد المملكة المركز (19) في الاقتصادات الأكبر في العالم. وكشف سموه عن تطوير الشركات المهتمة بتطوير الحرفيين، وأن طموحهم خلال الثلاث السنوات المقبلة أن تتواجد حرفة صناعة سعودية في كل بيت سعودي، وخلال الخمس السنوات أن تتواجد هذه الحرف في كل بيت خليجي، منوها عن طموحهم لتطوير هذه الحرف أسوة ببلدي المغرب ومصر اللذين لهما حرف مشهورة على مستوى الدول العربية. وأفصح عن إنشاء متحف للمعارك الإسلامية وذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وتم حصر جميع المواقع الإسلامية في المملكة، مبينا أنه يتم العمل مع هيئة تطوير غار حراء، وتطوير جبل أحد بالمدينة المنورة، إضافة إلى أن هناك 14 ألف قطعة أثرية تحت التصنيف. وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش جلسته عن قرب انطلاق شركة الاستثمار السياحي التابعة للهيئة، والتي اعتمدها مجلس الوزراء، والهادفة إلى تطوير السياحة وارتقاء خدماتها وتنوع برامجها، إضافة إلى تناسب الأسعار مع نوعية الخدمات المقدمة، في ظل الإقبال الكبير والمتزايد من المواطن السعودي تجاه السياحة الوطنية.