أعلنت الأمم المتحدة في تقرير نشرته مرخرًا أن 290 موقعا أثريا في سورية تعرضت للتدمير أو النهب أو التضرر، وذلك منذ بداية الثورة التي انطلقت في منتصف مارس/آذار 2011 وتحولت إلى صراع مسلح. وذكر التقرير الصادر عن معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث، أن أكثر المواقع تضررا في سورية تقع في حلب شمالاً، ودمشق، وقلعة الحصن كذلك بمحافظة حمص والرقة وتدمر. وأجرى المعهد بحثا استقصائيا شمل 18 منطقة في سورية، معتمدا بشكل خاص على صور الأقمار الصناعية، ليستنتج تعرض 24 موقعا للتدمير التام، كما تعرضت 104 مواقع لأضرار جسيمة، وتعرض 85 موقعا لأضرار متوسطة، في حين أصابت 77 موقعا أضرار أخف. وجاء في التقرير أن هذه "شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري الواسع"، وطالب بتصعيد الجهود الوطنية والدولية لحماية المناطق الأثرية و"إنقاذ أكثر ما يمكن إنقاذه من هذا التراث المهم للبشرية". وأوضح تقرير معهد الأمم المتحدة أن بعض المواقع المتضررة يحتل مكانا على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، حيث تستخدم أطراف الصراع المختلفة الحصون القديمة كقواعد عسكرية، وما زال جيش النظام ينشر قناصته حتى الآن على سطح قلعة حلب التي تعد من أقدم وأكبر قلاع العالم. وكانت كتائب المعارضة المسلحة قد سيطرت على قلعة حصن الفرسان التي يرجع تاريخها إلى تسعمائة عام، واستعادها جيش النظام في مارس/آذار بعد قصف دام أشهرا. وكشفت صور الأقمار الصناعية أيضا عن تعرض مواقع في الرقة ومدينة تدمر -التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد- إلى أضرار كبيرة، كما تضررت آثار عدة في مدينة بصرى القديمة في درعا، إضافة إلى تضرر مستوطنات مهجورة من الفترة البيزنطية في شمال البلاد.