في كل وزارة أو إدارة خَـدَمِـيّـة أقسام مهمتها رسم ملامح خططها المستقبلية، وهناك لجان دائمة لكل مشروع، ومستشارون له، وبالتالي فالعقل والمنطق يَـفْـرِضَـان أن لا يتمّ تنفيذ أيِّ مشروع إلا بعد إخضاعه للفحص والدراسات، ثم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة. لكن مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين منطقتي عسير والرياض، وتحديداً في (المنطقة الصناعية - وادي بن هشبل - رغوة) سقط من حسابات العقل والمنطق، فبعد أن أُزِيْــلَـت لأجله منازل بعض المواطنين، وتـمّ تعويضهم، ثم في حضرته أُنشئ كوبري وعبارات، مع تعديلٍ لأعمدة الكهرباء المعترضة أمامه، كانت المفاجأة التي عَــدّلـت مسار المشروع من الجهة الجنوبية إلى الشمالية؛ هذا ما أكده خبر بثّـته صحيفة الوطن يوم 25 أغسطس الماضي. وهنا وبعيداً عن التسرع بالاتهامات لهذا الطرف أو ذاك فالجهات المسئولة عن المشروع وحدها تملك الحقيقة؛ لكن من حقّ أي مواطن أن يتساءل: لقد صُــرِفَ الملايين من الريالات في الـمَـسَـار القديم لذاك المشروع، فإما أن يكون هذا المَـسَـار خطأ؛ فأين محاسبة المسئول عن ذلك الخطأ؟! وإما أن هناك رأياً وصوتاً فَــردياً استطاع بِــمجرد توقيع أن يَحْـرِف الطريق عن مساره الصحيح والمعتمد سابقاً، فكيف تقفز الآراء الأُحَـادية والاجتهادات الشخصية على المصلحة العامة؟! وأخيراً ذلك الجزء من مشروع ازدواجية طريق عسير الرياض ما هو إلا أنموذج بسيط لعشوائية التخطيط والتنفيذ في بعض الإدارات للعديد من المشروعات، وهو كذلك شاهِــد على تراجع التخطيط أمام سطوة وعنفوان فَـرْض الآراء الفردية لبعض مسؤولي المؤسسات الخدمية .. فمتى تنتهي تلك الأحادية ؟!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain