مشاريع مكة وغياب الضمير ! بقلم : محمد علي الزهراني تعاني المدن الرئيسية بمنطقة مكة المكرمة ( جدة – العاصمة المقدسة – الطائف ) من زحام مروري خانق يكبد سكانها وزائرها الكثير من المتاعب النفسية والصحية والمادية . ويحلو للكثير من المسؤولين في المنطقة عند مناقشتهم حول ظاهرة الزحام المروري تصريف المناقشين بالعبارة الاستهلاكية الشهيرة : ( البلد ورشة عمل بالمشاريع ) . وهذا أمر جميل وواقع نعترف به ونعتز به وبذل نقدره من حكومتنا الرشيدة . لكن هذه العبارة الثقيلة أصبحت تبعث على الغثيان وتثير الكآبة والنكد لأنها شماعة يعلق عليها المهملون ضعفهم وفشلهم . ! في منطقة مكة المكرمة حسب إحصائية أعلنها مجلس المنطقة قبل ستة اشهر 1655 مشروعاً متعثراً من إجمالي 2508 مشروعاً حيث تصل نسبة التعثر إلى 66% . هذا رقم كبير وخطير ويثير العديد من التساؤلات ، أولها أين هم مسئولي الجهات المختصة عن متابعة المقاولين ؟ ثم ما ذنب المواطنين والمعتمرين والسواح وسكان الأحياء الذين تعطلت مصالحهم ولازالوا يتعرضون يومياً للمعاناة تلو المعاناة من تلاعب المقاولين وغياب ضمير الرقابة ؟ ! ثم ماهو دور مجلس المنطقة في النهوض بنسبة الإنجاز وتحديد مواطن القصور ومحاسبة المتسببين ؟ ولماذا يُحرم أهالي المنطقة من سرعة الاستفادة من تلك المشروعات التي أعتمدها الملك المفدى لخدمة أبناء الشعب والتسهيل عليهم ؟ هناك على ما يبدو أزمة حقيقية في النواحي الإشرافية والمتابعة . وهناك غياب تام من بعض المسؤولين وغفلة عما يدور على أرض الواقع من تلاعب وفساد ولامبالاة من قبل جهات الإشراف والتنفيذ . وإلا لما وصلنا إلى هذا الرقم المفزع .