منذ أن حضرت مناظرة مرشحي رئاسة نادي الاتحاد قبل عام بالكمال والتمام بين إبراهيم البلوي ومنافسه أحمد كعكي وبقية المرشحين الذين حضروا للمناظرة «فزعة» مع الجمجوم، وهم في قرارة أنفسهم يدركون بأنهم ليسوا مؤهلين للرئاسة، وأنا على يقين بأن البلوي هو الأقرب والأنسب لظفر بها، وكان يزداد يقيني في كل لحظة من لحظات التطفيش التي مارست بحقه من البعض المنظمين للمناظرة، ومحاولاتهم المستمية لتعريته أمام الجمهور وإظهاره بأنه مفلس لا يملك حلولا وليس بالرئيس الكف الذي يقود ناديهم، وكنت أشعر أيضا بأن كل ما ضاق المكان على البلوي كلما اتسعت له قلوب جمهور الاتحاد، فكان يقترب رويدا رويدا للرئاسة دون أن يشعروا أولئك المنظمين وأيضا المرشحين، حتى اكتسحهم في الجمعية العمومية «العسكرية» الشهيرة، والسبب بسيط وهو أن البلوي كان قريبا من الجمهور ويشعر بما يشعرون ويحس بما يحسون ويعيش معهم على قلب واحد ويوصله نبضهم ويصلهم نبضه وقدرته على التفاعل مع مطالبهم نظير الخبرة الذاتية أو الخبرة المكتسبة وراثيا، هذا ما افتقده منافسه في تلك الفترة برغم مؤهلاته العالية. فهذا الإحساس بالآخرين جعل من علاقة البلوي بجمهور الاتحاد علاقة متينة ترفض كل الاختراقات من قبل بعض الإعلاميين المناهضين له وبرغم الأخطاء التي وقعت فيها إدارته، لكن هذه الانتقادات لم تؤت بثمارها؛ كون البلوي انصهر في جمهور الاتحاد واصبحا جسد واحد وروح واحدة، لا يمكن لأي طرف أن يتخلى عن الطرف الآخر حتى وإن أخطأ بحقه. استحضرت تلك القصة ومحاولة ربطها بالوضع الحاضر للاتحاد المنتعش، وكيف استطاعت الإدارة الاتحادية وبرغم «أخطائها» أن تنتشل الفريق من الوحل الذي كان به إلى موقعه الصحيح بين الكبار، في الوقت الذي كان أكثر المتفائلين من الاتحاديين أنفسهم بما فيهم كبيرهم منصور البلوي لا يتوقعون عودة الاتحاد إلا بعد موسمين على أقل تقدير، في الوقت الذي عاد فيها الفريق للمنافسة منذ مباراته أمام الشباب. فما أريد أن قوله أو إيصاله في هذا المقال بأن متى ما شعرت الإدارة بنبض الجمهور وحرقته على نتائج الفريق وعرفت كيف تتفاعل معها فثق ثقة تامة بأن الجمهور سيقف خلف الإدارة ويدعمها ويساندها في قيادة النادي مهما عظمت الديون والإشكالات ومهما بلغت إخفاقاتها فإن الجمهور يغفر لها ما تقدم من عمل وسيظل سدا منيعا أمام المتسلقين من إعلام وخلافه. في المقابل، نجد أن بعض الإدارات مهما عملت وقدمت وحاولت وحققت من البطولات والإنجازات فإن ذلك سوف ينسف مع أول إخفاق يتعرض له النادي، هذا إذا ظلت الإدارة بعيدة عن نبض المدرج الأزرق وحرقته، لا تسمع أصواتهم ولا تتألم ألمهم، تعمل بمعزل عنهم كما هو حال إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد... والفرق واضح وأمام الصورتين، فإن على إدارة الاتحاد أن تستفيد من هذا التقارب والتلاحم وتواصل عملها من أجل جمهور الاتحاد، وتستفيد من عامل الثقة، وعلى إدارة الهلال أن تقرب أكثر وأكثر وتلمس احتياجات الجمهور الهلالي حتى يكون عونا لها في قيادة الفريق، عدا ذلك فلن تجد إدارة شبيح الريح إلا أنها تستقيل لكي تريح وتستريح.