رغم انتقال أهالي الأحياء الشعبية في المدينة المنورة مثل (السيح وحارة الأحامدة) إلى حي القبلتين، ما ضاعف الكثافة السكانية للحي الذي يتميز ببعد تاريخي وحضاري، غير أن السكان لازالوا يعانون من عشوائية الحي وتدني مستوى التنظيم والنظافة وانتشار الحفريات في جنبات الحي بشكل لافت بالإضافة إلى نقص العديد من الخدمات الأساسية. واستطلعت «عكاظ» آراء عدد من سكان الحي حول احتياجاتهم إلى العديد من المطالب الخدمية، حيث يقول ابراهيم الدخيلي احد سكان الحي منذ اكثر من 25 عاما ان الحي مازال يحتاج الى الكثير من النواحي الخدمية رغم ان الحي يعد من الاحياء القديمة لكن في الفترة الاخيرة تعرض الى الاهمال وانتشار الحفريات وكثير من طرقات الحي تحتاج الى اعادة تعبيد بعد تهالكها، وكذلك عدم وجود مرافق خدمية عموما، وانتقال مركز صحي القبلتين إلى حي الفيصلية المجاور، وهو ما ساهم بدوره في تفاقم مشاكل المرضى وكبار السن، فضلا عن أن الحي يفتقد لمشاريع تطويرية، تحول بسببه إلى حي شعبي تسوده الفوضى وتنتشر فيه عدد من التجاوزات من خلال وجود أجانب مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، ولا يخفى على أهالي المدينة أن الحي يحتضن نادي المدينة المنورة الأدبي الذي يستقبل وزراء وأدباء وطبقات مثقفة من المجتمع لكنه يقع في عمارة سكنية مكونة من طابقين وفي حاجة إلى نقله لموقع متميز أو بناء حديث يستوعب نشاطاته المتعددة والمختلفة أو تطوير المرافق حوله. نبيل الاحمدي يقول ان الحي يعاني من مشاكل عدة؛ أهمها مشكلة السفلتة والحفريات الكبيرة المنتشرة في شوارع الحي، حيث تتحول ميادين وطرقات الحي إلى مستنقعات ضحلة، وفي الصيف يكون مصدرا للغبار والأتربة، وهنا بين خالد الحربي من سكان الحي، تطلع السكان إلى سفلتة الحي بالكامل ويوجد حُفْرة عميقة داخل الحي، تبتلع السيارات التي لا ينتبه قائدوها إلى وجودها وهناك تخوف من الأهالي من أن تبتلع الحفرة أطفالهم في ظل غياب أجهزة الرقابة، وطالبوا الجهات المعنية بسرعة التحرك لردم الحفرة التي باتت تؤرق الأهالي. وكانت أمانة منطقة المدينة المنورة اصدرت تقريرا سابقا لتطوير حي القبلتين والمركز الحضاري بالقبلتين والذي يعتبر امتدادا لمشروع تطوير المساجد السبعة، ضمن مخططات تطويرية شاملة لأربعة مراكز حضارية تشمل قباء، المساجد السبعة، القبلتين والميقات، ضمن المخطط الإرشادي العام للمدينة المنورة لعام 2028 والذي يوصف بأنه يمثل اطارا تنموياً وتنظيمياً شاملا يستنبط الحلول لقضايا المدينة الحرجة من رحلات العمل اليومية والاختناقات المرورية والضغط على المرافق والبنى التحتية وتزايد الحاجة لمزيد من المؤسسات الإدارية والخدمية لاستيعاب النمو السكاني. وتعد منطقة القبلتين ـ حيث يقع المسجد القائم الآن ـ نقطة تحول تاريخي، حيث تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في الصلاة، وترتبط بكيانات عمرانية محددة وتتواصل عمرانياً بمحور حركة إلى السبعة مساجد، وقد بنيت حسابات التكاليف والعائدات للمشروع في هذا البديل الأول على جملة من المعطيات الفنية والاقتصادية، فالمحيط المباشر لمركز حي القبلتين الذي بلغ سكانه نحو 8.2 ألف نسمة في عام 2004 يمثل نسبة 9 في المائة من سكان المحيط الاشمل للمركز الذي يضم أربعة أحياء أخرى هي الجامعة وبئر عثمان والعنابس والبركة، والتي ارتفعت كثافتها السكانية في عام 2009 إلى 94 ألف نسمة وبنهاية 2028 يكون حجم السكان قد وصل الى نحو 110 آلاف نسمة وتصف الدراسة المركز الحضاري بالقبلتين بأنه ذو صلة بمشروع السبعة مساجد وفي مقدور مطور واحد التعامل مع المشروعين كوحدة واحدة. ومن جانب آخر اكد وكيل الامين المساعد للخدمات والمتحدث الرسمى لامانة المدينة المهندس يحيى سيف ان حي القبلتين يحظى بجميع الخدمات مثل بقية احياء المدينة المنورة وهناك خطط تطويرية لجميع الاحياء وبين ان الانتهاء من اعمال جسر العقيق التاريخي الذي يمر في حي القبلتين سيكون له تأثير ايجابي على الحي وتطويره.