في تقليد ثقافي، وجريا على عادتها في مطلع كل سنة، قامت «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» بتصميم طابع صغير يوضع على الغلاف الخلفي لجميع مطبوعاتها لعام 2015، ويضم صورة لأحد المبدعين العرب الكبار، تكريما لمن يقدمون ثمار إبداعهم من المبدعين والمفكرين العرب. واختارت المؤسسة أن يكون المفكر العربي الإسلامي الجزائري مالك بن نبي شخصية العام الثقافية، بالتوازي مع اختيار مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015، وهي المدينة التي ولد فيها. يعد المفكر الجزائري مالك بن نبي أحد رواد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين، ويمكن اعتباره امتدادا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة. كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث، وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك. وكان بن نبي أول باحث يحاول أن يحدد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، وكان كذلك أول من أودع منهجا محددا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ.