×
محافظة حائل

مختص: الهرمونات المنشطة تدمر القلب والدماغ

صورة الخبر

يعزو كثيرٌ من الكُتاب والمتحدثين تراجع مستوى الشعر إلى عامل واحد وهو الشاعر نفسه، ويركزون في معظم الأحيان على الأمور السلبية ذات العلاقة بالشاعر كاهتمامه بالأضواء الإعلامية أكثر من اهتمامه بجودة شعره، أو التفاته لمسائل استثمار موهبته والتكسب من الشعر على حساب المحافظة على مستوى الإبداع والتميز فيه، وفي الوقت ذاته يتم التغاضي عن عوامل أخرى لها علاقة بوسائل الإعلام وجمهور الشعر ساهمت إسهاماً واضحا ًفي تراجع مستوى الشعر. من يطّلع على بعض الحوادث أو المواقف الشعرية التي كان الشعراء القدماء أطرافاً فيها يُلاحظ أن المُتلقي، والممدوح على وجه الخصوص، لعب دوراً كبيراً في توجيه الشاعر وتقويمه ومُطالبته بالارتقاء بمستوى قصيدته، من ذلك ما أشرت إليه من مُطالبة مُعاوية رضي الله عنه للشاعر الأخطل حين أراد مدحه بتجنب تشبيهه "بالحية، أو الأسد، أو الصقر"، وجميع الأوصاف التي استهلكها الشعراء، ومن ذلك أيضاً ما يُروى عن عبدالرحمن الثقفي الذي قال للفرزدق حين أراد الأخير مدحه: "دعني من شعرك الذي لا يأتي آخره حتى يُنسى أوله، وقل فيّ بيتين يعلقان أفواه الرواة، وأعطيكها عطيةً لم يعطها أحدٌ قبلي". فالممدوح هنا على استعداد تام لدفع ثمن القصيدة وإجزال العطاء للشاعر بشروط يؤكد عليها، من أهمها الخروج عن المعتاد والمُكرر وأن يكون للأبيات قُدرة على العلوق في الأفواه والخلود في الأذهان، وهذه الشروط أو المطالب مشروعة للممدوح ما دام على استعداد لدفع ثمن جهد الشاعر في إبداع قصيدته، وفي المُقابل نلاحظ بأن وسائل الإعلام المهتمة بالشعر الشعبي أصبحت ترضى بالحد الأدنى من الإبداع ولا تفرض على الشعراء بلوغ حد معين من الإجادة والتميز في قصائدهم، مع أن هذا الأمر حق من أبسط حقوقها لأن النشر يجب أن يكون ثمناً للجودة والتميز لا لمجرد ملء مساحة مُحددة، والمُكافأة المادية بالمال أو المعنوية بالإشادة لا ينبغي أن تُمنح للشعراء بشكل مجاني، بل تمُنح للأكثر قدرة على الإبداع والخروج عن المألوف، ولا شك أن حدوث خلاف ذلك أدى لتواجد الشاعر الضعيف جنباً إلى جنب مع الشاعر المتميز، بل أصبح الشاعر المبدع يجد مزاحمة شديدة من أنصاف الشعراء في وسائل الإعلام وفي المهرجانات والملتقيات الشعرية. أخيراً يقول المبدع محمد العارضي: رغم السنين اللي مضت آتحراه عجزت أقول إنّي كبرت ونسيته مديت له قلبي وروّح وخلاه الظاهر إنّه ما عرف وش عطيته