×
محافظة المنطقة الشرقية

«كلموهم عربي» مبادرة للحفاظ على الموروث

صورة الخبر

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إنه ينبغي «تطهير» القضاء ومؤسسات الدولة الأخرى بما فيها الهيئة العلمية الحكومية «توبيتاك» من «الخونة» وذلك غداة احتجاز أكثر من 20 صحافيا معارضا وغيرهم. ويخوض إردوغان معركة مع أنصار حليف سابق هو فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يتهمه بالتسلل إلى مؤسسات الدولة ثم محاولة إسقاط الحكومة. وينفي غولن هذا الاتهام. وجرى فصل المئات من الموظفين العموميين ومنهم ضباط في الشرطة وممثلو ادعاء وعلماء في «توبيتاك» على مدى العام أو العامين الماضيين مع تصاعد التوتر. كما رد الرئيس التركي بقوة على الاتحاد الأوروبي الذي انتقده لحملة الاعتقالات التي طالت الإعلام المعارض داعيا بروكسل لأن «تهتم بشؤونها». وقال إردوغان في تصريحات متلفزة من أزمير (غرب)، هي الأولى منذ الحملة التي نفذت أول من أمس، إنه «لا يمكن للاتحاد الأوروبي التدخل في خطوات اتخذت ضمن حكم القانون ضد عناصر تهدد أمننا القومي». وأضاف: «فليهتموا بشؤونهم الخاصة». ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ومفوض سياسة الجوار الأوروبي ومفاوضات التوسيع يوهان هاهن الاعتقالات التي نفذتها الشرطة التركية التي وصفت بالمخالفة لـ«القيم الأوروبية» و«لا تتماشى مع حرية الصحافة». وحذر إردوغان المسؤولين الأوروبيين من ممارسة أي ضغوط على القضاة والمدعين والشرطة في تركيا. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «أتساءل ما إذا كان أولئك الذين يبقون هذا البلد عند أبواب الاتحاد الأوروبي منذ 50 سنة يعلمون ماذا تمثل هذه الإجراءات؟» في إشارة إلى الاعتقالات. وأضاف «عناصر تهدد أمننا القومي ستحصل على الرد المناسب حتى وإن كانوا من الصحافيين». وأوضح: «عندما نتخذ مثل هذه التدابير ما يمكن للاتحاد الأوروبي قوله أو إذا قبل بنا أم لا أمر لا يهمنا. احتفظوا بأفكاركم». واستهدفت حملة التوقيفات الأحد بشكل أساسي صحيفة «زمان» وتلفزيونا مقربا من أوساط الداعية غولن المقيم في المنفى في الولايات المتحدة، الذي كان حليفا لإردوغان وبات عدوه اللدود. وأوقفت الشرطة الأحد 27 شخصا في إسطنبول وعدة مدن تركية، من الصحافيين، من بينهم أكرم دومنلي رئيس تحرير «زمان»، وهداية قره جا مدير التلفزيون التابع لغولن «سمانيولو تي في» (إس تي في) ومنتج ومدير وصحافيون في قناة المسلسلات «تيك توركييه» (تركيا واحدة) التابعة لـ«إس تي في». وتعرضت الحكومة أمس لانتقادات حادة من الإعلام المحلي واتهمت بتهديد الديمقراطية وحرية التعبير. وعنونت صحيفة «زمان» أمس على خلفية سوداء «يوم أسود للديمقراطية». وأضافت: «ستحافظ (زمان) على خطها المسالم من أجل الديمقراطية والحرية»، مضيفة أن تركيا باتت «على حافة الهاوية». في أوساط الإعلام الموالي للحكومة انتقد الكاتب عبد القادر سلوي في صحيفة «يني شفق» هذه التوقيفات. وكتب: «أندد بشدة بتوقيف أكرم دومانلي وهداية قره جا. وأرفض هذا الخطأ أيا كان مصدره»، مما يشكل معارضة لخط تحرير صحيفته التي اعتبرت أن «وقت المحاسبة حان» لمعارضي إردوغان. واعتبرت صحيفة «حريت» في مقالة بتوقيع أحمد هاكان أن توقيف الصحافيين «ضربة» إلى الديمقراطية وحرية التعبير. لكن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أكد في صحيفة «صباح» أن هؤلاء الأشخاص لم يتم توقيفهم بسبب «أنشطتهم كصحافيين»، متحدثا عن فتح تحقيق قضائي يجيز توضيح الاتهامات الموجهة إليهم.