صراحة متابعات : أكد علماء وشرعيون أهمية المؤتمر الدولي عن «دور الإعلام العربي في التصدي للإرهاب» الذي تعقده جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يوم غد في الرياض، مبرزين دور الإعلام وأهميته في تفكيك الفكر المنحرف وحلحلته وعدم إتاحة المجال مفتوحا لأربابه. وقال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع: نفخر بحمد الله تعالى أن يسر الله لهذه البلاد المباركة بقيادة ولاة أمرنا (حفظهم الله) القضاء على الإرهاب بكل الوسائل وأهمها الفكر، وذلك من خلال عدد من الوسائل وأهمها الإعلام الذي يحضر هنا بدوره المهم، فإن ما شكله هؤلاء الإرهابيون يستهدف أمن هذه البلاد وينتهك حرمتها فيما يتعلق بالأمور المادية والأنفس وإخافة أهل البلاد، وكما قال سبحانه وتعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). الأفكار المنحرفة من جانبه، حذر عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ، من الأفكار المنحرفة التي تروجها الجماعات الإرهابية، مثمنا الجهود الأمنية التي أسهمت في القضاء على مخططات أصحابها في مهدها. وقال: إن من نعم الله وفضله علينا أن سخر رجال هذه الدولة المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وسمو وزير الداخلية، ليكونوا سدا منيعا لدرء خطر كل من أراد بهذا الوطن وأمنه شرا، لافتا إلى أن ذلك من نعم الله التي تحتاج إلى شكر، ومن ذلك شكر من قام بهذا العمل المحمود الذي هو حفظ الأمن في هذه البلاد، مبينا أن أمن الوطن بأيد أمينة، تبذل الجهد وتسهر على أمن أبنائه والمكتسبات. التنوير الفكري أما أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور غازي بن غزاي العتيبي فقال: ليس من شك أن التنوير الفكري والوعي الجمعي عنصران هامان في محاصرة وكشف زيف الفكر عموما، وتشتد الحاجة إلى التركيز أكثر وأكثر عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى نشر الوعي والتحصين في ذات الوقت تجاه عشرات الوسائل والأساليب المتجددة التي وظفت وسائل الإعلام غير الحكومية من بعض الجهات أو الفئات على استخدام هذه الوسائل الخطيرة لإحداث شرخ اجتماعي وفكري في المجتمعات المعاصرة، ولا سيما المجتمعات العربية والإسلامية التي نلاحظ فيها اتجاهين مختلفين في الاتجاه الرسمي في آلياته وأدواته، والاتجاه الآخر وكأن بينهما خصام أو انفصام، بينما نجد أن الخاسر الأكبر هو كلا الاتجاهين، مما جعل لأصحاب الفكر وليجة ومدخلا في استغلال هذه الفجوة والعمل عليها وتوظيفها في نشر الشبهات والانحراف الفكري عموما. وأضاف: جاء هذا المؤتمر، الذي أكده ودعا إلى المؤتمر السابق في القاهرة، واختيرت جامعة نايف لامتلاكها البنية الفكرية والعلمية، حيث أنها من الجامعات المعدودة التي أخذت على عاتقها بالمنهج العلمي والجهد الفكري الكبير لإيجاد بنية فكرية عربية شاملة تجاه هذا الفكر. وبهذه المناسبة فإني أدعو إلى استقطاب الشرائح الشبابية في الجامعات والمدارس إلى حضور مثل هذا المؤتمر وغيره، وتعميم أبحاثه بصيغ مختلفة تشمل الكتاب والنشرة والمسرح والفيلم السينمائي، بحيث يمكن مخاطبة جميع الشرائح وعلينا أن نعترف أن الفكر لا يقابل إلا بمثله وأن الشبهة تدحض بالحجة وأن التناقض أو التعارض سواء في وسائل الإعلام أو التربية أو المجالات الأخرى هي عوامل هدم تهدم ما بني في سنوات، وكما هو معلوم أن وسائل الهدم أقوى من وسائل البناء، ومن هنا فإن هذا المؤتمر هو صرخة ودعوة لا تحتمل التأخير أو التأويل، ونتمنى أن تأخذ قراراته صبغة علمية وعملية ومنهجية بحيث يصلح أن يكون أحد العوامل الكبرى لكشف زيف الفكر المنحرف. وزاد «من الضرورة القصوى أن تتفق المؤتمرات وقراراتها مع السياسات المعلنة، فحينما يكون هناك نتاج بين السياسات المعلنة والقرارات العلمية المتقنة فإن الفكر الضال والمنحرف يعمل على تقويض تلك المؤتمرات من خلال استغلال الأخطاء التي تقع فيها بعض الجهات». وقال: نتمنى مرة أخرى أن نزيل كل أسباب التناقض والتعارض بين وسائل البناء وتقليل على أقل تقدير وسائل الهدم والتحديات أمام المؤتمر وغيره تمثل خطرا وليس تحديا أثبتت التجارب أن الإرهاب في توسع وازدياد، ولا بد أن تكون الصراحة والوضوح والشفافية فلسفة واستراتيجية لهذا المؤتمر. ( عكاظ )