×
محافظة المنطقة الشرقية

سلطان بن سلمان يكرم البريد السعودي

صورة الخبر

طالب عدد من أولياء أمور أطفال التوحد، بالتوسع في إنشاء مزيد من المراكز المتخصصة بعلاج التوحد لتغطي جميع مدن المملكة، بدلا من حصرها في المناطق الرئيسية، مشيرين إلى أنهم يضطرون لعلاج أبنائهم في الخارج، ما يكلفهم الكثير من الأموال، فضلا عن الصعوبات التي يواجهونها في الغربة. وذكر والد الطفل مقرن الربيعي (مصاب بالتوحد) أنه اضطر إلى دفع أكثر من 120 ألف ريال مقابل البحث عن علاج في دول مختلفة مثل مصر والهند وأوكرانيا وغيرها من الدول، متمنيا من الجهات المختصة تدارك هذه المشكلة وإنشاء مزيد من مراكز التوحد في مدن المملكة المختلفة، ولا يجري حصرها في المدن الكبرى. وبينت أم محمد أنها ظلت طوال السنوات الماضية تبحث عن علاج لابنها في العديد من المستشفيات، ما حدا بها للتوجة لمراكز خاصة مرتفعة التكاليف حيث تدفع أكثر من 2500 ريال شهريا لتعديل السلوك، على الرغم من أن تلك المراكز تقدم خدمات متواضعة. وانتقد سالم السفياني ما اسماه عمليات الدمج في مراكز التأهيل الشامل وبعض المراكز المتخصصة والتي لا تزال وزارة الشؤون الاجتماعية تطبقها في بعض المناطق، ما أضر كثيرا بالأطفال وخاصة متوسطي التوحد، مشيرا إلى أنها تسببت في زيادة حالات المرض، حيث يجب أن يكون هناك مراكز متخصصة لأطفال التوحد وتنفيذها حتى يتمكن من فرز الحالات. وشكا عوض النفيعي (ولي أمر طفل مصاب بالتوحد) من أن العلاج مكلف خصوصا أن المراكز الحكومية والمستشفيات لا تتوفر بها أقسام للتوحد، وإن توفرت فإنها غير مجدية، وينبغي على إدارات التعليم المختلفة وضع فصول دراسية للدمج في المدارس الحكومية وتدريبهم على المهارات المطلوبة لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على بدء حياة طبيعية جيدة. وترى الأخصائية النفسية والسلوكية حنان السيد أن علاج اضطراب نقص التركيز لدى الأطفال يحتاج لتدخل تعليمي وسلوكي ونفسي وتسمى هذه الطريقة العلاجية الشاملة بالمعالجة المتعددة الأنماط وهي غالبا تتضمن برنامجا تعليميا مناسبا يتمثل في جملة ترتيبات في الصف المدرسي مع بعض التدخلات السلوكية وتدريب الأهل على استراتيجيات سلوكية وكذلك. وبينت أن غياب مراكز التوحد في الكثير من المناطق سبب معاناة الأهالي وكذلك الأطفال، فالكثير من المحافظات والمناطق يتم دمج الأطفال المعوقين مع المرضى العقليين والتوحد وهذا لا يخدم الجميع بل يؤدي إلى انتكاس للحالات المتحسنة. وأفادت نداء حسن ظاظه (مديرة مركز احتياجات خاصة وتوحد في جدة) أن أكبر الصعوبات التي تواجهها تكمن في الأسرة بالدرجة الأولى، حيث أن بعض الأسر تعاني من الصدمة والنكران في نفس الوقت خاصة في البداية.وقالت عاتكه ملا (ناشطة اجتماعية في مجال التوعية بالتوحد) أن مشاكل أطفال التوحد تتركز في عدم وجود مراكز كافية لهم وأعداد هؤلاء الأطفال في زيادة ملحوظة، كما أن الخدمات المقدمة لهم في المراكز الحالية غير كافية كذلك السعات المخصصة لهم في المركز، فلماذا لا تكون مراكز التوحد مثل مدارس التعليم العادي هناك حكومي وخاص وكل أسرة على خيار في إلحاق طفلها في أي مركز ترغب؟! من جهته، أوضح الدكتور أحمد آل مفرح عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى أن معاناة الأسر من بعض مرضى التوحد ملفتة للانتباه، خاصة أن العدد في المملكة في تزايد، مشيرا إلى أن قضية أبعاد بعض التوحديين خارج المملكة يثير قلق الجميع. ولفت آل مفرح أن التساؤلات باتت حول المسببات التي أدت إلى إبعاد الأبناء عن أحضان أمهاتهم، من هنا كانت مطالبة مجلس الشورى في لجان مختلفة بفتح معاهد ومدارس ومراكز للتوحد تلبي احتياجات الأسر والتوحديين بما يتوافق مع سياسة المملكة التعليمية والتي كفلت حق التعليم للجميع بموجب النظام الأساسي للحكم.