على عكس عالم المال الأوروبي وتحديداً الألماني، يبدي مديرون كثيرون (ثلاثة من أصل أربعة) في عالم المال السويسري تفاؤلاً بالعام المقبل، ويتوقعون مستقبلاً مزدهراً للأعمال المحلية والدولية في الأشهر الـ12 المقبلة. واستناداً إلى هذا التفاؤل، يخطط 44 في المئة من المديرين لتجنيد مزيد من الكفاءات البشرية. يجب عدم الاستخفاف بمديري المال في سويسرا، إذ إنهم مدفوعون جيداً لابتكار آليات مالية وتجارية عبقرية تساعد سويسرا على سدّ بعض الثغرات لديها، خصوصاً بعدما أُرغمت حكومة برن على التخفيف من سرية مصارفها إلى حدود يصفها البعض بالمخيفة. ويكفي الاطلاع على معاشات مديري المال في سويسرا لمعرفة الجهد الواجب القيام به لتحقيق طموحاتهم التجارية والتوسعية. إذ يتجاوز الدخل السنوي لدى أكثر من 32 في المئة منهم 200 ألف يورو. فيما لا يتمكّن سوى 14.2 في المئة من مديري المال خارج سويسرا، من جني دخل كهذا. ويميل معهد البحوث الاقتصادية الفيديرالي في برن، إلى التمسك بالتفاؤل السائد في الأوساط المالية السويسرية بعد استفتاء شمل 2800 مدير مالي من 70 دولة حول العالم، وكان من ضمنهم 115 مديراً سويسرياً. وأبرزت نتائج الاستفتاء أن أربعة مديرين ماليين سويسريين من بين خمسة أي 82 في المئة من الذين شملهم الاستفتاء، يخططون لمبادرات استراتيجية في الأشهر الـ12 المقبلة. وتدفعهم قوة تفاؤلهم بعالم المال الذي سيفضي إلى مفاجآت سارة العام المقبل. وتشمل هذه المبادرات تقاسم بعض الخدمات المركزية بين الشركات، وهي خدمة معروفة باسم «شيرد سيرفيس سنتر» وفكرة تلزيم بعض المشاريع إلى جهات غير سويسرية. ويشير خبراء الإحصاء في سويسرا، إلى أن التفاؤل يشمل قطاعي المعلوماتية والوساطات في الدرجة الأولى، لأن مديريْن من بين خمسة يعملون في قطاع المعلوماتية أي 41 في المئة منهم، متفائلان بمسار القطاع التجاري العام المقبل. وينسحب هذا التفاؤل على 37 في المئة من المديرين العاملين في قطاع الوساطات، لتوثيق درجة التفاؤل التجارية في سويسرا، إذ يفيد الخبراء الحكوميون بأن سويسرا وعالمها المالي في حاجة ملحة إلى مختصين في المحاسبة. ويواجه مديران من بين ثلاثة حالياً مشاكل في تجنيد مختصين كفوئين في قطاع المحاسبة. أما بالنسبة إلى القطاعات الأخرى، فهي لا تعاني من هذا النقص الحاد الذي يمكن أن يسبب على المدى الطويل، عقبات في «قلب» المشاريع المالية السويسرية من حلم إلى حقيقة مقنعة.