انتشار الشائعة في أوساط أي مجتمع إنما هو دليل على وجود أرض خصبة لترويج تلك الشائعة وسرعة سريانها وتداولها، ومن أهم العوامل المساعدة في ذلك هي قلة الوعي والإدراك الناتج عن تدني المستوى التعليمي لأي مجتمع، فمثلا لا يمكن تطبيق تلك الشائعات أو ترويجها في أوساط مجتمعات متعلمة وعملية لأن العقل والمنطق يرفضها، بل ليس هناك أوقات فراغ للتفكير بمثل هذه الأمور، فالجدول اليومي مليء ومزحوم بالنشاط الفكري العملي ولا مجال لتصديق أو حتى تداول مثل هذه الترهات، وهنا يظهر الفرق بين سياسات التعليم من جهة والتخبط والعشوائية من جهة أخرى وكذلك غياب الدور الإعلامي المهني الحقيقي، وهنا يكون الدور عكسيا ومضادا خاصة في الإعلام الذي يبحث عن كل ما هو مثير بغض النظر عن نتائجه وفائدته، فكان الحشو هو السمة المميزة لذلك الإعلام المرئي والمسموع وكذلك المقروء، مما ساهم في تصاعد وتيرة تناقل الخبر أيا كان مصدره أو هدفه دون الرجوع إلى المصادر الرسمية والتي غالبا ما تكون هي الأخرى تتجاهل إما لتكبر البعض فيها أو عدم مبالاتهم بتلك الاستفسارات التي تصلهم بحجة أنها إشاعات ولا تهم، وكذلك غياب الوعي لدى المتلقي وكيفية الحصول على المعلومة من مصدرها الحقيقي، ومن هنا فلا نستغرب أن يكون عند البعض من مجتمعاتنا انتشار للإشاعات وخاصة مع الانفتاح الكبير والذي دخل ولم يكونوا على استعداد له. وفي الختام نتمنى أن نوعي هؤلاء من ذلك الخطر المحدق بهم ونجعله من مجتمع الشائعات إلى مجتمع واعٍ ويعرف مصادر الخبر قبل نشره وذلك عملا بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...) الآية.