أظهرت نتائج تشريح جثة الأسير رائد الجعبري (35 سنة) أنه استشهد نتيجة تعرضه إلى الضرب المبرح على أيدي جنود وحدة أمن السجون المسماة «النحشون» أثناء نقله من سجن إلى آخر. وشيعت جماهير غفيرة الشهيد الجعبري أمس في مدينة الخليل في الضفة الغربية. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع لـ»الحياة» إن الجعبري استشهد نتيجة تعرضه إلى التعذيب الشديد على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف: «ارتكب الاحتلال جريمتين بحق الشهيد الأسير الجعبري، الأولى عندما قتله، والثانية عندما حاول إخفاء الجريمة وأعلن أنه شنق نفسه داخل السجن». وأوضح أن «تشريح جثة الجعبري في معهد الطب العدلي في أبو ديس بيّن أنه تعرض إلى التعذيب الشديد، ما أدى إلى حدوث نزيف وارتجاج في الدماغ، وهو السبب الرئيس الذي أدى للوفاة». وتابع: «لم يتبين خلال التشريح وجود أي علامات على رقبة الشهيد الجعبري بعدما ادعى الاحتلال بأنه شنق نفسه». وجرى تشريح جثة الشهيد الجعبري أولاً في معهد الطب العدلي الإسرائيلي بحضور طبيب تشريح فلسطيني، ثم جرى نقله بعد ذلك إلى معهد الطب العدلي الفلسطيني حيث تم فحص أسباب الوفاة، وتبين أنه تعرض إلى عملية تعذيب وصفها قراقع بأنها «وحشية وهمجية» أدت إلى استشهاده. وقال: «سبب الوفاة الرئيس هو الضرب الشديد على الرأس في منطقة الجهة اليمنى الصدغية التي أدت إلى نزيف وارتجاج في الدماغ، مع وجود كدمات في الوجه والشفتين». وأضاف أن الضرب والقتل تم أثناء نقل الأسير من سجن عوفر إلى سجن آيشل. وكان الجعبري اعتقل في 26 تموز (يوليو) الماضي بتهمة محاولة دهس مستوطن في مدينة الخليل. وطالب رئيس نادي الأسير قدورة فارس بالانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية لمواجهة الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وأضاف: «لا تغيير على عقلية الاحتلال، إذ أن كل يوم يمر على الاحتلال، يتوغل في دمنا أكثر». وتابع أن خمسة أسرى سقطوا نتيجة تعرضهم إلى التعذيب في السجون الإسرائيلية في السنوات الأربعة الأخيرة.