احتفت اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه بمدينة جدة، مساء أمس الأول، بالصحافي والمؤرخ والكاتب البحريني خالد حمد البسام في حفل أمه عدد من المثقفين وأعضاء السلك الدبلوماسي من الدول العربية الشقيقة. وأبرز الشيخ عبد المقصود خوجه في كلمته الترحيبية مجهودات البسام في التوثيق للتاريخ الثقافي والاجتماعي لمملكة البحرين، ومستعرضاً أهم محطاته ومؤلفاته التي فاقت العشرين كتاباً بين رواية وقصة وبحث يؤرخ لتاريخ منطقة الجزيرة العربية، منوهاً إلى أهمية البحث التاريخي والتوثيقي في الحفاظ على هوية الأمة وحفظ ذاكرتها. مشيداً بجهود المهاجرين الأوائل إلى البحرين من مصر ونجد والحجاز في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية والحضارية للبحرين. فيما تناول الدكتور عبدالله مناع في كلمته، الارتباطات التاريخية بين البحرين والمملكة العربية السعودية، وتداخل النسيج الاجتماعي والنشاط البشري، مثنياً على نشاط الأستاذ البسام في إبراز هذا التلاحم عبر روايته لا يوجد مصور في عنيزة. من جانبه، تحدث الدكتور يوسف العارف المؤرخ والأديب المعروف، عن ضرورة الاهتمام بالبحث التاريخي، واصفاً التاريخ بالكائن المعرفي الذي يحتفي بالحدث والوقائع في صورها الاجتماعية والثقافية. وألقى الكاتب محمد علي قدس الضوء على مؤلفات البسام، وطريقته الممتعة في التوثيق للحدث التاريخي في سياق الرواية الاجتماعية، عبر تخيلاته المبدعة وتنبؤاته التي يصنعها خياله في انسيابيته مع مسار الحدث التاريخي دون الإخلال بصدقية التوثيق. من جانبه، كشف ضيف الحفل خالد حمد البسام عن أصوله العائلية التي تعود إلى منطقة عنيزة، وارتباطه الوجداني بها مما دفعه لكتابة روايته "لا يوجد مصور بعنيزة" التي أبرز خلالها ارتباط المصير الخليجي والتداخل الاجتماعي والاقتصادي بالمنطقة، مرجعاً الفضل في تخصصه التوثيقي إلى الأندية الأدبية بالبحرين باعتبارها محطة البداية له في التوثيق، سارداً رحلته مع التوثيق التي بدأها مبكراً عبر البحث و التنقيب عن تاريخ بلاده بالمكتبة البريطانية، حيث وجد ذخيرة ضخمة من المعلومات والوثائق التي تستدعي الاهتمام من الدول والمؤسسات الخليجية. وتخلل الحفل عدد من الأسئلة التي طرحها الحاضرون والحاضرات، دارت حول تردي المشهد الثقافي للمنطقة وغياب المبادرات الجادة في النشر وضعف إسهام المثقف في الحراك الاجتماعي.