طرق أهالي قيا ببلاد بني الحارث (جنوب الطائف)، أبواب «الوئام» لطرح المعاناة والمخاطر التي تحيط بأبنائهم، حال أصروا على استكمال تعليمهم عقب تجاوز المرحلة الثانوية والذهاب للجامعة، إذ لا يوجد فرع للجامعة بالمدينة، مما يضطرهم إلى قطع مسافة تزيد على 200 كم ذهابا وإيابا، متحملين عذاب المواصلات ذهابا وإيابا ناهيك بمخاطر الطرق، التي كان آخرها فاجعة يوم الأربعاء الماضي التي أسفرت عن إصابة 20 طالبة اصطدمت حافلتهن بسيارة مسرعة. وناشد آباء وأمهات طلاب وطالبات قيا، عبر بوابة «الوئام»، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، راعي نهضة المملكة التعليمية، أن يصدر أوامره بسرعة تحقيق حلمهم بفرع للجامعة، لحقن دماء أبنائهم، والحفاظ على أرواحهم من الموت بما يكفل لهم مستقبلا آمنا، خاصة بعد أن بُحَّت أصواتهم من الشكوى للمسؤولين من قبل، دون أي استجابة. وفي إحصائية سريعة لمعاناة الطلاب بقيا، فبشكل يومي تغادر أكثر من 350 طالبة دون الطلاب متجهات شمالا لحوية الطائف وشرقا لفرع تربة ليدفعن أكثر من 200 ألف ريال شهريا كأجرة نقل، في منظر محزن حيث الخروج في ظلمة الفجر والعودة في ظلمة المغرب، ناهيك بمن حُرِمَت إكمال دراستها لعدم تحملها هذه الظروف. ومع تزايد هذه الأرقام سنويا، أصبح عدد المدارس لا يتواكب مطلقا مع عدد السكان، مما حدا بـ«تعليم الطائف» مؤخرا، وبشكل سنوي، إلى الرفع لوزارتهم بطلب استحداث مدارس نظرا إلى النمو المتسارع. «الوئام» وهي تنقل المعاناة حصلت على صور مذكرات ومراجعات وقيود لمعاملات تقدم بها أهالي المنطقة تعود لأكثر من سبع سنوات، في تجدد سنوي لتلك المطالب، إلا أنها ذهبت ولم تعد، وما حادثة الأربعاء الماضي إلا نتيجة حتمية لغياب فرع الجامعة، لتظهر في الآفق احتمالية وقوع حوادث أخرى في ظل تجاهل طلبات الأهالي في تلك البقعة. وتمنى أهالي قيا أن يحظى مركزهم بحلم إنشاء فرع لجامعة الطائف، نظرا إلى توسطه من المناطق الجنوبية ووقوعه على الطريق الإقليمي وطبيعته السهلة والنهضة العمرانية المتسارعة ووجود 20 إدارة حكومية ما بين أمنية وصحية وتعليمية واجتماعية وغيرها، بالإضافة إلى كثافة عدد سكانه وطلابه وطالباته، مشيرين إلى أن إحصاءات مدارس التعليم العام خير شاهد ودليل، ومبينين أن ما يزيد الفرصة أنهم قدموا أرضا بمساحة قابلة للزيادة تربو على 100 ألف متر مربع منذ سنوات لإنشاء الفرع عليها. ويأمل الأهالي أن يتحرك ملف إنشاء فرع الجامعة، ويخرج من أدراج اللجنة الثلاثية التي تعكف منذ فترة على دراسته، قائلين والخوف يعتري أعينهم: «متى نستريح وبناتنا من هذا العذاب؟ ومتى يبصر هذا الفرع النور في (قيا) الواجهة الجنوبية لعروس المصائف ومدينة الورد والكادي؟»، مبدين تطلعهم إلى أن ينظر إليهم وزير التعليم العالي بعين الرأفة والرحمة، ويسرع الخطوات في الانتهاء من دراسة إنشاء الفرع؛ حتى يتوقف مسلسل الدم المستمر. وأعرب أهالي قيا عن أمانيهم أن تصل أصواتهم للمسؤولين حتى يتوقف نزيف الدماء وتناثر الأشلاء على الطرق. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بعد حادثة الطالبات المروعةأهالي قيا يطالبون بفرع لجامعة الطائف