وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة احتفلت الإمارات أمس بيومها الوطني الـ43 من خلال عدد كبير من الفعاليات المختلفة والمتنوعة، في الوقت الذي توشحت المنازل والأبراج والمباني والطرق بعلم الدولة، حيث كان الحفل الرئيسي ضمن العرض «سعدك يا وطن» الذي أقيم تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس البلاد. وشهد الاحتفال الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام. وعكس الحفل فرحة شعب الإمارات بالذكرى الوطنية لليوم الوطني للبلاد، وبمنجزاتها الحضارية والتنموية التي تحققت في على مدى أكثر من 4 عقود مضت في ظل قيادة الإمارات. وتضمن الحفل عرضا عسكريا أمام المنصة الرئيسية قدمته الدفعة الأولى للخدمة الوطنية والاحتياطية الذين أتموا فترة التدريب الأساسي، كما تضمن الحفل أوبريتا وطنيا تراثيا بعنوان «سعدك يا وطن» من أداء فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية. وبدأ الحفل بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات تلاه استعراض الطائرات العمودية من نوع «بلاك هوك» و4 طائرات من نوع الـ«آباتشي» تحمل علم الدولة والقوات المسلحة و16 طائرة مقاتلة من نوع «ميراج 9 - 2000» وطائرات «F16». وشارك في الاستعراض عدد متنوع من الأسلحة والآليات العسكرية البرية والبحرية والجوية ومنظومات الدفاع الجوي والصواريخ الاستراتيجية، بالإضافة إلى وحدات رمزية تابعة للقوات المسلحة ضمت آليات ومدافع من القوات البرية وعددا من أنظمة الدفاع الجوي وآليات الكورنيت المضادة للدبابات وآليات النمر ذات الدفع الرباعي والتي دخلت الخدمة حديثا والمصنعة في دولة الإمارات وآليات متعددة. وقدمت خلال الحفل فنون شعبية بمشاركة أكثر من 4000 مؤد ومن ثم لوحة العلم قدمها 100 مشارك. وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من الشيوخ خلال الاحتفال في أداء إحدى اللوحات التراثية، وتضمن الأوبريت 11 لوحة فنية تعبر عن حب الوطن وعن الولاء له وهي تحمل أفكارا وتصورات عن الماضي والحاضر وتطلعا للمستقبل. كما نظمت مراسم احتفالية العلم، والذي شهده الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأولياء العهود، وذلك ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث والأربعين. وقال الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن هذا اليوم الاحتفالي الذي يعيشه أبناء الإمارات هو يوم للوفاء والعرفان للآباء المؤسسين، الذين آمنوا بوحدة المصير وفكرة الاتحاد وعملوا بكل إخلاص ووفاء وتفان وتحملوا الصعاب وواجهوا التحديات وشيدوا صرحا منيعا يملك أسباب التطور والتقدم والمنعة كافة. وأضاف: «إن هذه الراية التي ترفرف عاليا ما كان لها أن ترتفع أو تبقى عالية إلا بهمة رجال صنعوا من هذه الأرض الطيبة وطنا عملاقا بأعماله وإنجازاته ومكتسباته، إننا اليوم نستذكر الإرادة الصلبة والعزيمة القوية للمؤسسين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسين الذين واجهوا تحديات وصعابا جساما إلا أنهم بذلوا جهودا جبارة في تجاوز تلك الصعاب». وقدمت المسيرة البحرية التي رفعت أعلام الدولة وصور أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات مجموعة من الاستعراضات البحرية ترافقها الأهازيج الشعبية. وضمت المسيرة البحرية التي وصلت إلى كاسر الأمواج 12 سفينة شراعية و10 سفن صيد و15 قارب صيد و10 دراجات مائية وألواحا طائرة اتشحت جميعها بألوان علم دولة الإمارات في لوحة استعراضية. وقال الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقاء بالمشاركين في الاحتفال: «إن القيادة تشعر بالفخر والاعتزاز بأبنائها وهم يعبرون بعفوية في كل بقعة من بقاع هذه الأرض عن محبتهم وانتمائهم وفخرهم بوطنهم»، معربا عن سعادته وإخوانه أولياء العهود بالوقوف صفا واحدا أمام راية البلاد وفاء وعرفانا لمن رفعها في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) عام 1971.