لم تتوقع خلود البالغة من العمر (39 عاما) أن تفيق من أثر الصدمة عندما تأكدت إصابتها بمرض الإيدز بعد تحاليل مخبرية أجرتها في عدة مختبرات حسمت شكوكها نهائيا، وهي هنا تروي لـ «عكاظ» تفاصيل معاناتها الممتدة منذ ذلك اليوم حينما أرادت إجراء تحاليل شاملة، ونزل عليها الخبر كالصاعقة. تقول خلود: كان زوجي كثير السفر إلى الدول الآسيوية والأوروبية، حيث أغواه الشيطان بالوقوع في وحل الخطيئة، وعندما علمت بانتقال الفيروس إلي، أصبت بحالة من القلق والتوتر لم أشهد مثلها طوال حياتي، لم أصدق ما سمعته، واتجهت إلى طبيب المختبر وأنا في خجل شديد، عندها قرأت النتيجة من ملامح وجهه قبل أن يتحدث فسقطت مغشيا علي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أسيرة سجن الحياة، حيث أجبرني المرض على اعتزال الأقارب والأصدقاء، وقررت كتم سري وتجرع الآلام وحيدة، دون إشعار أحد حتى أقرب الأقربين، إلا أن ذلك لم يدم طويلا بسبب عدم قدرتي على التحمل، حيث اتصلت بوالدي طالبة منه الحديث معه على انفراد، وما أن التقيته سقطت تحت قدميه باكية مستغيثة طالبة منه الصفح عني والدعاء لي والوقوف معي في محنتي التي عانيت منها وحيدة لفترة طويلة. بدورها روت عالية لـ «عكاظ» كيف أصيبت بالإيدز في أحد المشاغل عند ثقب أذنيها وأنفها للزينة، حيث كانت الإبر ملوثة بالفيروس، ودعت جميع الفتيات والنساء لتوخي الحذر في طلب الزينة لدى هذه المشاغل بثقب الأنف والأذن حتى لا يندمن مثلها. وذكر أبو فهد (33 عاما) أنه أصيب بالمرض نتيجة علاقة محرمة أثناء الدراسة في الخارج قبل 8 سنوات، وأضاف: «أعاني حاليا من هزال وضعف عام وزكام مستمر، وأطلب من الله العفو والمغفرة، وأنا انتظر اكتشاف علاج فعال يخلصني من هذا المرض الذي فتك بي نفسيا وجسديا، فالأدوية الحالية مكلفة جدا وبلا نتيجة ولا تقدم إلا في المستشفيات الحكومية وإجراءاتها صعبة، والمجتمع لا يعطي المصابين حقوقهم ولا أحد يتفهم حالتهم ونعيش منبوذين من الجميع». وزاد، المهم أنني استطعت تجاوز هذا الهاجس بجلسات مع خبيرة في علم النفس، ومن ثم التنقيب والبحث الدقيق في عوالمه التي كانت في ذلك الوقت يكتنفها الكثير من الغموض الممزوج بالخوف والقلق الشديدين على المستقبل المجهول، لذلك لم أكن مطمئناً رغماً عن الإرشادات التي تلقيتها من ذوي الاختصاص. وبين أحد المصابين - لم يرد ذكر اسمه - أن مرض نقص المناعة المكتسب يتعمد المصابون به إخفاءه على الآخرين حتى الأقربين والأصدقاء، لأنهم لو عرفوا به سوف تتغير نظرتهم إليهم وسوف يصبحون منبوذين في المجتمع.