×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / المجلس المحلي بمحافظة بلجرشي يقعد جلسته السادسة لهذا العام

صورة الخبر

منذ سبتمبر الماضي، الذي تمكنت فيه ميليشيات الحوثيين من السيطرة على صنعاء، واليمن يعيش حالة غليان، والنيران تشتعل في محافظاته والدماء تهدر، وفوضى عارمة في كل مكان تقريباً. ولن تختفي هذه الحالة الخطيرة التي تحضر لحالة أخطر، ما لم يعد الحوثيون فعلياً ورسمياً، وليس بالأقوال فقط والمخادعة، إلى حكمة العقل الناضج والاعتراف بحقيقة أنهم أصغر من أن يسيطروا على اليمن، وأن يبادروا بالعمل على بناء يحترم جميع المكونات، ويضمن الحقوق للجميع، وأن تكون مصلحة اليمن هي المشترك الأول والأهم. ومن الواضح، وما تؤكده الحوادث التي تسجل في اليمن، أن حالة الاضطراب مستمرة ولن ينعم اليمن بسلام، ما لم تتخل ميليشيات الحوثيين عن بيع الكلام المنمق لليمنيين وتخديرهم، وما لم تترجم أقوالها إلى أفعال، بأن تبادر من الغد إلى إعادة منهوبات الجيش اليمني، ومنهوبات المواطنين وهيئات الخصوم، وتسلم الأسلحة إلى حكومة وطنية تحمي الجميع وتضمن حقوق الجميع، وتبادر إلى تضميد جراح اليمن. لأن استمرار الحوثيين، فعلياً، بفرض رأيهم بالسلاح وفرض الرؤية الإيرانية في اليمن، فيما يتحدثون عن الاستقلال والوحدة الوطنية، ويحاولون شراء الوقت، يعد أخطر من إعلان الحرب الصريحة، ثم أن ذلك ليس مجدياً، ولا يبدو أن اليمنيين سوف يقعون في الفخ الذي سقط فيه لبنان، حيث انخدع اللبنانيون بأن حزب الله منظمة تحرير وطني تحارب إسرائيل وتدافع عن الاستقلال اللبناني، فإذا بحزب الله يختطف لبنان لحساب طهران ويفرض الإرادة الإيرانية على جميع اللبنانيين بما فيها توريط لبنان في حروب خارجه، المستفيد الأكبر منها طهران، والخاسر الأكبر هو لبنان، بل ان حزب الله لم يورط لبنان فقط في تدمير علاقاته العربية والدولية، إنما وضع النظام اللبناني المحلي كله في مأزق، لهذا فإن لبنان غير قادر على انتخاب رئيس لأن ذلك يبدو ليس من صالح حزب الله وبالتالي ليس من صالح السياسة الإيرانية في لبنان وبلاد الشام. وواضح أن اليمنيين لن يكرروا، تحت أي ثمن، الخطأ اللبناني، والدلالة على ذلك أن سكان محافظات كثيرة رفعوا الأسلحة وواجهوا الحوثيين ومن يساعدهم من قطاعات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ثم أن اليمن غير لبنان، إذ أن حزب الله منظمة مسلحة تواجه مدنيين عزل في لبنان، فيما اليمن مليء بالأسلحة والقبائل مسلحة، وهي قبائل لا ترضى أن تحكم بغير إرادتها، وكل حكام اليمن يعلمون هذا ويتحاشون استفزاز القبائل مهما كانت صغيرة. الحوثيون لم يستفزوا القبائل فحسب، بل انخرطوا في حروب دموية خارج محافظتهم، وفي داخل محافظات قبلية تعتبر أن الوجود المجرد، هو بحد ذاته استفزاز، فكيف يقبلون بميليشيات حوثية مسلحة تهدد بالاحتلال والاجتياح وتفتيش العابرين وتعتقل كل من لا يعلن ولاءه لطهران. حتى وإن أجرى الحوثيون لقاءات ومحادثات مع خصومهم الأحزاب الإسلامية، وحتى ان حاولوا شراء طموحات زعماء قبليين مصلحيين أو انتقاميين، فإن ذلك لا يمكن أن يكون جواز محبة لقلوب القبائل في اليمن، ما لم يعد الحوثيون إلى ديارهم، ويشاركوا فعلياً في بناء اليمن الحديث ويبرهنوا على أن لا نية لديهم للسيطرة على اليمن أو خطف القرار اليمني لصالح طهران وميليشيات حزب الله اللبنانية ونظام بشار الأسد.