في الزمن الذي تسير فيه دول مجلس التعاون الخليجي نحو الوحدة الكاملة من خلال الخطوات التكاملية في الجوانب الاقتصادية، السياسية، الأمنية، الصحية والتعليمية نجد أن الجانب الرياضي الذي كان صاحب المبادرة من خلال دورة كأس الخليج عام 1970 لا زال متأخرا في هذا الجانب وأن اللاعب الخليجي لا زال يعامل كلاعب أجنبي، فما رأي أهل الاختصاص والإعلام في هذه القضية التي تقلب «المدينة» في صحفاتها تزامنا مع استضافة الرياض لفعاليات دورة كأس الخليج. نفاع: الخليجي مواطن.. فلماذا لا يتم تطبيق القرار من جهته، أكد مدير المنتخب الكويتي اللاعب الدولي السابق فرج نفاع أنه مع قرار أن يكون اللاعب الخليجي مواطنا في البطولات الخليجية المحلية وقال: «الخليج أصبح واحدا وهو كذلك لذا من الجميل أن يعامل اللاعب الخليجي في بلد خليجي على أنه لاعبا مواطنا وسيستفاد من ذلك كثيرا خصوصا في بعض الدول الخليجية واللاعب الخليجي وغيره من المهن الأخرى هو مواطن في دول الخليج فلماذا لا يتم تطبيق القرار». وأضاف نفاع: «نتمنى من المسؤولين عن الاتحادات الرياضية في دول الخليج أن يدرسوا هذا الأمر جيدا ويعملوا على تطبيقه مستقبلا ونحن نؤيد بلا شك تطبيقه والعمل به وأكرر أن الجميع سيستفيد من هذا القرار في حال تطبيقه، اللاعب وكذلك النادي الذي سيلعب به». ناقش طويل الأمل القيادي الخبير في شأن دورة الخليج وأحد رموز الدورة والرياضة الخليجية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، قال إن هذا من الموضوعات التي طرحت على رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية وكذا رؤساء اتحادات كرة القدم، وأجل الموضوع لأكثر من مرة لإعطاء الاتحادات الوطنية فرصة لدراسة الفكرة وملاءمتها للأنظمة المحلية في كل دولة، فهناك أمور لا تستطيع اتحادات كرة القدم القفز عليها مهما كانت الظروف، ولذلك تأخرت الفكرة حتى يومنا الحاضر، وهي بلا شك جيدة لكنه مثل أي مقترح له جوانبه السلبية والإيجابية وإذا وجدت رغبة من الجميع فعليهم أن يناقشوا المشروع من كل الجوانب بعيدا عن الجانب العاطفي. أضرار كتيرة رئيس اتحاد الكرة الإماراتي يوسف السركال أبدى معارضته للفكرة وقال» سبق لنا مناقشتها في الاتحادات، وأيضا على مستوى اللجان الأولمبية وأنا شخصيا أرى فيها خطرا كبيرا على اللاعب المواطن لأن الأندية ستعمد على الاستعانة باللاعبين المميزين من أبناء المنطقة لدعم صفوفها كما تفعل الآن مع اللاعبين المحترفين وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى تضاؤل الفرص أمام اللاعب الوطني الذي يعاني حاليا من قلة الفرص بسبب المحترفين الأجانب، وحينما نفتح الباب للاعب الخليجي ستكون المشكلة أكثر صعوبة، وأوروبا صاحبة الفكرة هي الآن تعاني منها، فالدوري الإنجليزي أصبح للاعبين الأجانب، وكذا الأسباني، الألماني، الفرنسي والإيطالي وغيرها فتأثرت المنتخبات الوطنية من ذلك تأثرا كبيرا. ضرر للمحلي الخبير الرياضي والمحلل التلفزيوني الدكتور مدني رحيمي أظهر المعارضة للمشروع مباشرة بقوله: إذا أردتم أن تقلدوا.. فقلدوا في الشيء المفيد، الدول الأوروبية تعاني من هذا القرار الذي قلص فرص اللاعب المواطن في عدد من الدول التي لم يعد لديها منتخبات قوية وفي مقدمته بريطانيا، إسبانيا وإيطاليا لكثرة اللاعبين الأوروبيين في ملاعبها، وهي تحاول أن تجد مخرجا لكن القرار أعلى من سلطتها، وسبق وأن ناقشنا هذا الأمر عبر قنوات art قبل أكثر من عشر سنوات وكان هذا هو رأيي في الموضوع. رحيمي قال: إذا كان ولا بد من الإقدام على هذه الخطوة فيجب أن تكون مقننة بحيث يسمح لعدد محدد من اللاعبين في كل فريق وأن يقابل ذلك تقليص في عدد اللاعبين الأجانب لا سيما وأن الاتحاد الآسيوي يطالب بأن يكون مع الفرق لاعب آسيوي، وهذا عامل مهم في الموازنة عند اتخاذ القرار. قطر طبقتها من جانبه أكد محلل قنوات بي إن سبورتس اللاعب السابق خلفان إبراهيم خلفان أن السؤال مطروح للمعنيين في هذا الأمر اتحادات الكرة في مجلس التعاون، مبديا سعادته بهذا الأمر إن طبق. وقال: «إذا تم معاملة اللاعب الخليجي كلاعب مواطن في دول الخليج، فهذه نقطة إيجابية لصالح الكرة الخليجية، وإحدى الخطوات التي يسعى لها مجلس التعاون الخليجي، وسيعمل على تقريب الخطوات فيما بين الدول الخليجية، حيث سيستفيد كل دوري من البلدان الخليجية بتبادل اللاعبين بمشاركتهم في البلد الآخر كمواطنين». وزاد إبراهيم خلفان بأن الاتحاد القطري كان له محاولات في السابق لا يعلم أين وصلت مرحلتها بقوله «إذا لم تخني الذاكرة الاتحاد القطري لكرة القدم طبق هذا القرار، وعامل اللاعب الخليجي كمواطن قبل فترة، كنوع من التحفيز لبقية الدول الخليجية ولا أعلم لماذا لم تستمر، فأتمنى من الاتحادات الخليجية البحث عن تطوير هذه الفكرة». وبيّن الدولي السابق بأن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم له أنظمته التي لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، وقال: «الاتحاد الآسيوي له أنظمة معينة وقوانين لا بد للاتحادات الأهلية من اتبعاها، ولكن لا يوجد ما يمنع من استفسار الاتحادات الخليجية، وطلب من الاتحاد الآسيوي البدء في مواطنة اللاعب الخليجي داخل الدول الخليجية». هو مواطن من جانبه، لفت مهاجم المنتخب العماني هاني الضابط إلى أنهم يتمنون تطبيق هذا القرار وهو أن يكون اللاعب الخليجي مواطنا في البطولات المحلية وقال: «هذا الأمر سيسهم في تطوير الأندية المحلية وسيزيد من قوتها من دون شك، فالنادي الخليجي سيختار لاعبين أجانب مميزين وكذلك خليجيين مميزين لذا ستعم الفائدة». وأوضح الضابط إن هناك العديد من اللاعبين المميزين الخليجيين ولكنهم يسعون للعب خارج موطنهم في بعض من دول الخليج مثل الدوري السعودي وغيره من الدوريات المميزة في دول الخليج، ولكن لا يتم اختياره ويتم البحث عن لاعب أجنبي كون اللاعب الخليجي يتم التعامل معه على أنه لاعبا أجنبيا». وتمنى النجم العماني أن يشاهد العديد من اللاعبين الخليجيين متنقلين بين الدوريات في دول الخليج ومن ثم تكون بوابة لهم للاحتراف في القارة الأوروبية. طبقوا القرار أوضح نجم المنتخب الإماراتي وفريق العين عمر عبدالرحمن «عموري» إنه من المؤيدين لتطبيق قرار أن يتم التعامل مع اللاعب الخليجي على أنه مواطن في غير موطنه أي في بلد خليجي آخر وقال: «الخليج بلد واحد في كل شيء وهناك ترابط بين الدول الخليجية ونشهد ذلك، لذا من الجيد أن يتم تطبيق القرار بأن يكون اللاعب الخليجي مواطنا». وأضاف: «تطبيق القرار سيفتح المجال أمام العديد من اللاعبين الخليجيين للاحتراف في دول أخرى في الخليج وتطوير مستواهم الفني من دون شك». لا نشعر بالغربة فيما أوضح نجم فريق الهلال السعودي والمنتخب سابقا محمد الشلهوب أنهم لا يشعرون بالغربة في دول الخليج «ونحن كلاعبين نشعر أننا في بلدنا». وتابع: «أنا من المؤيدين لتطبيق القرار وأن يكون اللاعب الخليجي مواطنا فهذا القرار سيصب في مصلحة الجميع وسيكون من القرارات المميزة التي تخدم تطور الكرة الخليجية والمنتخبات إلى جانب الارتقاء بالمستوى الفني للبطولات المحلية الخليجية». وأشار الشلهوب إلى أن هذا القرار في حال تطبيقه سيفتح آفاقا واسعة أمام الكثير من اللاعبين الخليجيين للعب في دول أخرى خليجية والتنقل بين بطولاتها، وسيكون هذا الأمر جيدا للجميع، وأنا من المؤيدين لتطبيق هذا القرار. أؤيد الفكرة ويعد النجم الكويتي بدر المطوع أحد النجوم المميزين في الكرة الكويتية الذي سبق وأن لعب في نادي النصر السعودي وكون جماهيرية كبرى فيه، قال معلقا على هذا الأمر وهو تطبيق نظام معاملة اللاعب الخليجي كلاعب مواطن: «مما لا شك فيه إني من المؤيدين لهذا القرار في حال تطبيقه، بل ونتمنى تطبيقه وأنا سبق وخضت تجربة اللعب خارج الكويت واستفدت كثيرا من تجربتي في نادي النصر، لذا نتمنى أن يتم تطبيق هذا القرار فنحن أبناء شعب واحد». وأضاف: «خلال تجربتي الاحترافية في نادي النصر لم أشعر إني بعيدا عن الكويت بل إني وجدت كل الرحابة في المملكة العربية السعودية وهذا الأمر ينطبق في جميع دول الخليج ولله الحمد، لذا نتمنى أن نشاهد اللاعب الخليجي محترفا في الدوريات الخليجية وأن يكون مواطنا». أؤيد الفكرة بدوره أكد اللاعب الدولي السابق حمد الدبيخي أنه مع فكرة تدوير اللاعبين الخليجيين كلاعبين مواطنين، حيث ستعود بالفائدة على الدول الخليجية في تطوير أداء لاعبيها وقال: «الفكرة.. إضافة وفائدة للكرة الخليجية وأؤيدها بشدة، وكانت مطروحة للعمل بها، حيث ستتم الفائدة في جميع البلدان الخليجية من ناحية تطوير إمكانيات اللاعب». وشدد الدبيخي على أنه لا بد لدول الخليج كافة أن تطبق الفكرة جميعًا وليس حكرًا على دول معينة بعد سؤال «المدينة» له بأن قطر حاولت تطبيقها، والذي قال: «أنا مع تطبيقها كدول مجلس التعاون كاملة وليس حكرًا على دولة لأن الفائدة ستعم دول المجلس، إذًا لا بد من تطبيق الفكرة عاجلًا، وتعميمها على الخليج». واستشهد لاعب الاتفاق والمنتخب السعودي السابق بالمنتخب البحريني في الفترة الذهبية عام 2004م، والذي استفاد من انتقال لاعبيه للعب في الدور القطري بقوله :»منافسة المنتخب البحريني على بطولة أمم آسيا 2004م بالصين ووصوله للدور قبل النهائي، ومنافسته على الوصول لكأس العالم في مرتين متتاليتين، بوصوله للملحق، كانت بفضل الله، ثم احتراف لاعبيه في الدوري القطري أمثال محمد سالمين، محمد حسين، السيد عدنان، كون منتخب البحرين جيل قوي نافس في تلك المحافل، وتفوقوا على اليابان وقدموا منتخب قوي أشاد الجميع بإنجازاته». وتطرق حمد الدبيخي إلى أن البعض سيقول الدوري السعودي قوي ليس بحاجة لتطبيق مثل هذه الفكرة بقوله «البعض سيقول أن الدوري السعودي قوي، وهذا غير صحيح، فانتقال اللاعب السعودي للعب في الدول الخليجية مثلًا الدوري الإماراتي والقطري، وغيرهما من دوريات الخليج، سيتم إضافة الزخم الفني الأفضل، والتدوير بين الدول جيد، سيفيد من ناحية الاحتراف». افتحوا الملاعب النجم الدولي العماني عماد الحوسني أحد أبرز هدافي كأس الخليج في دوراتها السابقة الغائب عن عرس الرياض بسبب الإصابة وكان حاضرا لفعاليات البطولة كمتابع وعاشق طرحنا عليه السؤل فقال: «هذه واحدة من الأماني التي نحلم بأن نراها وقد تحولت إلى واقعا يتيح للاعب الخليجي التنقل بين الملاعب كالنحل بين الأزهار ليؤكد أولا على الوحدة الرياضية التي هي مدخلا للوحدة الشاملة من جهة، والإسهام في رفع مستوى بعض الدوريات في دول المنطقة والتي تعاني من قلة اللاعبين وهذا بالتالي سيزيد من الحماسة بين اللاعبين والفرق. ورفض الحوسني فكرة أن فتح الأبواب أمام اللاعب الخليجي سيضر بالمنتخبات الوطنية لبعض الدول، وقال «إن اللاعبين جميعا سيجدون الفرص في مختلف الدوريات وبالتالي سيتم إعدادهم الإعداد الجيد للمنتخبات الوطنية، وبالإمكان تحديد أعداد المشاركين في المباريات والتقليل من اللاعبين الأجانب وبهذا نكون قد حققنا عدة أهداف في آن واحد. لا أحد يسمع الإعلامي المخضرم رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية فيصل القناعي قال «هذا المطلب قديم وطالبنا فيه مرات، ومن كثر ما كتبت عنه شخصيا نسيت عدد مرات الكتابة وكان الرمزان الكبيران الأمير فيصل بن فهد، والشيخ فهد الأحمد يدفعان بهذا الاتجاه لكنني وللأسف لا أعلم من الذي يقف في طريق هذا المشروع الوحدي، لقد انتظرنا 30 سنة حتى صرنا نتنقل بالبطاقة بين دول الأعضاء، وأتمنى أن لا نحتاج لثلاثين سنة أخرى حتى نرى أبناءنا وأحفادنا يلعبون في أقطار الخليج، وأنهم (فريج واحد)، فالرياضة هي أقرب وأنسب السبل لترجمة الوحدة الشاملة بين شعوب المنطقة لأنه تخص الشباب وتلامس رغباتهم وتطلعاتهم، والأمر لا يحتاج للشيء الكثير، فالوحدة الاقتصادية سائرة، والتنقل أصبح ميسرا. يطوير الاحتراف اللاعب الدولي وحارس منتخب الإمارات والمحلل الرياضي محسن مصبح قال: أعتقد أن وجود اللاعب الخليجي في ملاعب دول المجلس كمواطن تجاوز مرحلة الأماني إلى الضرورات للرقي بمستوى اللعبة، ولنا تجربة ناجحة مع لاعبي البحرين وعمان في الفترة السابقة في الملاعب السعودية والقطرية وما أحدثته من نقلة في مستويات الدوري هناك وفي مستوى المنتخبين البحريني والعماني ولست هنا بصدد سرد النتائج الإيجابية التي تحققت ولكني أذكر بمنافسة منتخب البحرين على التأهل لكأس العالم، وفوز عمان بكأس الخليج لأول مرة وتحوله إلى خصم عنيد.