في عصرنا الرقمي هذا، وفي ظل كل ما تحقق من تقدم في علوم الاتصال والإعلام، وما صاحبه من انتشار مدوٍ لكل أدواته، نجد كثيراً من دول العالم، بل ربما معظمها، تقيم المؤتمرات والندوات التي تحاكي هذا الموضوع بعينه. مؤتمرات ضخمة تقام على مدار أيام تستقطب شخصيات وخبراء ذائعي الصيت في مجال الإعلام وتوابعه من كل أقطار العالم،لتناقش وتعرض خلاصة ما توصل إليه الإعلام الحديث من أدوات تواصل وتقنية فائقة، حولت العالم بأسره إلى قرية صغيرة، بحيث أصبحنا نتلقى الخبر الذي يحدث في الطرف الآخر من الكرة الأرضية في أقل من جزء من الثانية. } في زمننا هذا، لا يقتصر علم الإعلام على المؤسسات الحكومية، أو الشركات الخاصة التي تسكن هناك في ساحات البورصات، حتى وإن كان لزاماً عليها التخاطب مع الإعلام للإفصاح عن مشاريع جديدة تارة، وللإفصاح عن نتائجها الربع سنوية تارة أخرى، بل يتعدى ذلك ليشمل مجالات الأعمال كافة، ونخص منها هنا عالم أندية كرة القدم، ولم لا، وهذه الأندية في أمس الحاجة، بل من الإلزام أن تكون لها أجهزة إعلام قوية، خاصة وأن المستثمرين فيها والمتابعين لها من آلاف الجماهير، ومن حقهم على تلك الأندية التي يشجعونها أن تتواصل معهم في كل صغيرة وكبيرة، من خلال جميع شبكات التواصل الحديثة ناهيك عن القديمة. } يشارك في دورينا الموقر كثير من الأندية، فمنها من يستمتع ويمتع مناصريه من جماهير ومتابعين بسيل من الأخبار، والصور والمعلومات بشكل يومي، حتى يصابوا بتخمة أخبار، وهناك أندية أخرى، سامحها الله، لا ناقة لها ولا جمل في فن التواصل الاجتماعي، ناهيك عن التواصل الإخباري، حيث تصدر عنهم بعض الأخبار أحياناً، و بعدها يدخلون في سبات أقرب ما يمكن وصفه بسبات أهل الكهف، ثم يزدادون سباتا. يمر الموسم الرياضي بعرضه وطوله، وتظل تلك الأندية تترنح بين نشر أخبار غالباً ما تكون قديمة شمها وتناقلها الكل، أو أخبار مرقعة، وتعود أسباب ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، إلى تمارين صورة حديثة للفريق، ولكن الصورة المرفقة من الموسم المنصرم وهكذا، وكلها صور هزيلة تفتقد لأقل أسس الاحتراف. } يقول المثل الصيني الصورة بألف كلمة،وهذا المثل ربما لم يصل إلى بعض الأندية، وإلا كيف يمكننا أن نصف على سبيل المثال، صورة مرفقة بخبر عن أعضاء نادٍ يجلسون وكأنهم في مجلس خاص، أحدهم بغترة وعقال، والثاني بملابس الرياضة، والآخر يضع رجلاً على رجل، ونعاله في صوب وطرف الأزار بارز في الصوب الآخر، وهكذا هي صور بعض الأندية عبارة عن زوايا ليس لها علاقة لا في كرة ولا قدم. محمد علي النومان Askmehala@gmail.com Twitter: @nomanhala