سفراء- مكتب الرياض: منذ أن كانت طفلة صغيرة.. تحلم عهد الجرف أن تكون عضو فعال وناشط في المجتمع، وأن لا تكون مجرد رقم عشوائي يضاف لأعداد الناس الهائلة في هذا العالم، وأن تكون شخصية مميزة يُشار إليها بالبنان فيما ينفع الناس بإذن الله. ومن أجل هذا الهدف دائما ما تحاول العمل على نفسها حتى تتطور أكثر وأن تضيف الكثير لهذا المجتمع لتطويره سواء من الناحية الفكرية أو العملية حتى يصبح أفضل وأفضل. البداية كانت عندما حصلت عهد الجرف على درجة البكالوريوس من جامعة أم القرى في تخصص علوم الحاسب الآلي عام 2007م، شعرت أنه لايجب ان تتوقف الحياة الدراسية عند هذا الحد خاصة وانها قد حصلت اثناء الدراسة على العديد من الشهادات للمشاركة في دورات تدريبية حول تطوير الذات ونظرًا لأنها كانت لا تتوقف عن الحلم والسعى لتحقيقه .. جاءت إليها فرصة العمل كأستاذة متعاقدة مع كلية خدمة المجتمع لتدريس السنة التأهيلية في جامعة أم القرى، لم تفكر في هذا الوقت في أي مميزات مادية أو أدبية سوى انها ستكمل حياتها الأكاديمية التي رأت نفسها فيها ولا يمكن لها أن تبتعد عنها، مما جعل تقبل العرض لتعمل في هذه الوظيفية لمدة عامين في قسم علم المعلومات وكمشرفة تربوية على 11 طالبة من طالبات الحاسب اللاتي يدرسن الدبلوم التربوي. ومع الوقت وجدت من الضروري ان تتحول إلى استكمال دراستها العليا..ناقشت والدها أ.د. محمد الجرف في فكرة الدراسة في الخارج خاصة وانه كان رافضًا للفكرة إلى ان سافر أخيها إلى مدينة بورتسموث البريطانية،حيث وافق على السفر والدراسة في بريطانيا بصحبة أخي. وسافرت إلى بريطانيا خلال العام 2009م بفضل الله تعالى ثم بدعم الوالد لتكون طالبة على حساب والدها الخاص لأن هذا التعبير أصح من قول على حسابي الخاص، ولم تستطع في ذلك الوقت الإنضمام لمبتعثة نظرا لكون أخيها كانت مبتعث ولايمكن ان يقوم بضم اخته للابتعاث كمرافق، حيث أن المرافقة للمبتعث تكون زوجتة فقط. عاشت في مدينة بورتسموث مع عائلة تتكون من أم وابنتها، والتي تصفها بأنها كانت من أجمل فترات حياتها، حيث رأت في هذا السكن مع هذه العائلة أنها تحدي كبير، قائلة: التحدي في أن تتكيف مع مجتمع يختلف عنك في الدين والعادات والتقاليد، لكن العامل الأكبر لنجاح هذا التحدي كان احترام الاختلاف وأن يقدر كل منا دين الآخر. وطوال فترة الدارسة في بورتسموث، كانت تحاول الإنضمام للبعثة، للدرجة التي جعلتها تذهب للملحقية أكثر من المبتعثين نفسهم..(!)، حتى حصلت على البعثة بعد عام كامل من خلال مكرمة ملكية من الملك عبد الله أطال الله في عمره. وبعد الانتهاء من مرحلة اللغة وقبل بداية مشوار الماجستير شاركت المبتعثة عهد الجرف بورقة علمية وملصق علمي ولأول مرة، وناقشت مشروع بحث التخرج في البكالوريوس والذي كان عن تصميم محرك بحث عربي يشبه قوقل، في مؤتمر الطلبة السعوديين الرابع والذي كان في مدينة مانشستر. وفي عام 2011 تخرجت ولله الحمد من جامعة كوفنتري في تخصص الحاسب الجنائي، وحصلت ولله الحمد على مكافأة التميز من الملحقية الثقافية في بريطانيا وعلى شهادة تكريم من الملحق الثقافي. وقبل بداية مرحلة الدكتوراه شاركت في مؤتمر الطلاب السعوديين الخامس في بريطانيا والذي كانت تستضيفه جامعة واريك بكوفنتري بمشروع تخرجي في الماجستير. والآن تدرس المبتعثة عهد الجرف في مرحلة الدكتوراه في جامعة كوفنتري في تخصص البيانات المخفية ومعالجة الصور، ومع بداية مرحلة الدكتوراة بدأت في الإنخراط في الأعمال التطوعية الطلابية في بريطانيا وبشكل كبير ولله الحمد. شاركت المبتعثة في عدد من الفعاليات والمسابقات العلمية منها مسابقة للملصقات العلمية أقامتها جمعية الحاسب البريطانية لطلاب جامعة كوفنتري وواريك، وحصلت على جائزة أفضل ملصق علمي بتصويت من الطلاب ولله الحمد، بعد ذلك بحوالي الشهرين حصلت على الجائزة الثانية بتوفيق من الله باختيار لجنة التحكيم، كأفضل عرض مرئي عن بحثي الذي قدمته في ملتقى طلاب الدكتوراه والذي أقامته جامعة كوفنتري عام 2013. ثم نظمت أول دورة تدريبية مع مطلع عام 2013 في جامعة كوفنتري وحضرها 20 طالب وطالبة، بعدها بشهر تقدم نادي لوتن برئاسة المبتعث محمد الفايز وقتها وطلب استضافتي لتقديم دورة الملصقات العلمية لهم هناك، وخلال العام 2014 قامت بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي نالت عنها التكريم والإشادة. ومازالت رحلة العلم التي تقوم بها المبتعثة عهد الجرف مثالا لديننا الحنيف ويؤكد في ذات الوقت على قوة وكفاءة المرأة السعودية في العلم والدراسة وفي أي تخصص علمي حتى ولو كان معقد.