هانغتشو، لندن (وكالات) حظيت بريطانيا باهتمام خاص خلال قمة العشرين المنعقدة في مدينة هانغتشو الصينية، في وقت أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي استمرار التحالف الأميركي البريطاني خلال أول لقاء يجمعهما منذ تولي ماي منصبها، عقب استفتاء «بريكسيت» الذي قضى بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال أوباما عقب اللقاء الذي دار على هامش قمة مجموعة العشرين (جي 20): «سنبذل قصارى جهدنا لضمان ألا تؤدي تداعيات القرار إلى تفكك العلاقات الاقتصادية القوية والنشيطة للغاية التي يمكن أن تصبح أيضا أكثر قوة في المستقبل». ورغم أن أوباما كان قد أعرب عن تأييده لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، فإنه قال إن «أميركا ليست لديها الرغبة في معاقبة بريطانيا على قرارها». وقالت ماي عقب لقاء أوباما إن «الخروج من الاتحاد الأوروبي يعني الخروج من الاتحاد» مضيفة:«نحن نحترم رغبات الشعب، وسنحققها، وليست هناك محاولة للعدول عن ذلك، ولن يكون هناك استفتاء ثانٍ». كما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسة الوزراء البريطانية على هامش القمة، معرباً عن أمله في تطور العلاقات الروسية البريطانية في المجالين السياسي والاقتصادي، بل وارتقائها إلى مستوى أعلى مما هي حالياً. وأضاف بوتين أن موسكو تتفهم طبيعة المشاكل المعقدة التي تواجهها الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة ماي حالياً. وأفاد مصدر في الوفد المرافق للرئيس الروسي أن بوتين وماي بحثا أثناء اللقاء مشكلة هبوط حجم التبادل التجاري والتعاون الاستثماري بين البلدين. على الصعيد نفسه، قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول: إن بلاده وبريطانيا ملتزمتان بقوة بالتوصل لاتفاق مبكر للتجارة الحرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف للصحفيين على هامش قمة العشرين بمدينة هانغتشو في شرق الصين: «أنا ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق مبكر للتجارة الحرة لتكون الأسواق مفتوحة على مصراعيها بين أستراليا وبريطانيا عندما تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً «نحن متحمسون وداعمون، ونقدم لبريطانيا كل ما يمكننا تقديمه من مساعدة على المستوى الفني». وفور صدور التصريح الأسترالي، أعلن جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية معارضته إجراء أية مفاوضات تجارية بين بريطانيا وغيرها من الدول قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقال يونكر للصحفيين: «لا أحب فكرة تفاوض دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي على اتفاقيات تجارة حرة». وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قالت أمس الأول، قبل مغادرتها مطار هيثرو بلندن متوجهة إلى الصين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، إنها تريد أن تجعل بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي «رائداً عالمياً في مجال التبادل الحر». وأضافت خلال القمة رداً على أسئلة حول كيفية تفسيرها لاستفتاء «بريكسيت»، «أن المملكة المتحدة بلد مفتوح للأعمال». وتابعت: «سأخبر القادة الدوليين عن فرص تجارية ستفتح بعد الـ«بريكست» وسأخبرهم عن الطريقة التي سنغتنم بها هذه الفرص، لأن طموحي هو أن نصبح رائداً عالمياً في مجال التبادل الحر». وقالت: إنها ستبحث مع الرئيس الصيني «تنمية الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين مشيرة إلى «عصر ذهبي للعلاقات الصينية البريطانية». وكانت تيريزا ماي قالت في طريقها لحضور قمة العشرين أمس، إن اقتصاد بلادها سيعاني نتيجة قرار ترك الاتحاد الأوروبي، إلا أن البيانات الاقتصادية التي أظهرت مؤخراً تشير إلى أن التأثير لن يكون سيئاً إلى الحد الذي تشير إليه التوقعات. وقال اتحاد الصناعات البريطانية أمس، إن الاقتصاد لم يتضرر فيما يبدو من التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي، وإنه ينمو باطراد، وإن الشركات أصبحت أكثر تفاؤلاً بعض الشيء بشأن المستقبل.وارتفع مؤشر النمو التابع للاتحاد إلى 8+ في أغسطس من 5+ في يوليو. وأظهر المسح الذي تضمن 833 شركة أن شركات الخدمات نمت بشكل طفيف في الربع الماضي، في حين نمت الشركات الصناعية بوتيرة أبطأ.