ضياء الدين علي **انشغل جمهور الشارع الرياضي في الإمارات أمس باحتجاجين كرويين.. الأول من ناحية الاتحاد الياباني لكرة القدم بخصوص المباراة التي جمعته مع منتخب الإمارات في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018، وموضوع الاحتجاج الإدعاء بأن هناك هدفاً لم يتم احتسابه لليابان في الكرة التي سددها المهاجم أسانو خلال الشوط الثاني، على أساس أن الإعادة بينت تجاوز الكرة لخط المرمى. والاحتجاج الثاني من ناحية نادي الجيش القطري بخصوص المباراة التي جمعته مع النصر في ذهاب دور الثمانية بالدوحة في دوري أبطال آسيا، التي انتهت بفوز العميد بثلاثية نظيفة، وموضوع الاحتجاج إدعاء بأن مشاركة اللاعب فاندرلي ذي الجنسية الإندونيسية غير سليمة رسمياً من حيث الأوراق الثبوتية للاعب. **بداية نسجل أن الاحتجاجين متباينان شكلاً وموضوعاً، فالأول الذي يخص مباراة المنتخب، لا يستدعي أي قلق، ولن يقدم أو يؤخر بالنسبة إلى نتيجة المباراة، وهذا الشيء يعلمه ويدركه الاتحاد الياباني قبل الآسيوي الذي تقدم له بالاحتجاج، والمسألة لا تعدو أن تكون تسجيل موقف حتى تكون لدى الاتحاد الياباني سابقة أو قرينة يتم الرجوع إليها في حال حدوث خطأ تحكيمي من أي نوع مستقبلاً، فالتصفيات مشوارها طويل كما نعلم جميعا، أضف إلى ذلك أن الاحتجاج الياباني فتح الباب في الاتحاد الآسيوي لبحث تطبيق تقنية عين الصقر التي تكشف تجاوز الكرة لخط المرمى، أو الفيديو لمراجعة المشهد بالنسبة إلى الكرة محل الخلاف، والأخيرة تم اعتمادها في الدوري الأمريكي ونجحت في ضبط فاول واحتساب ضربة جزاء في مباراة نيويورك ريد بولز وأورلاندو، وبورد الفيفا مقتنع بها وقد يتم اعتمادها من مطلع 2017، وخلاصة الكلام أن الاحتجاج الياباني عملياً سيكون تايواني بالنسبة لنا، والاتحاد الآسيوي بالكثير سيأخذ به علماً ويحفظه في أحد أدراجه لحين بحث التقنيات الجديدة. **أما الاحتجاج القطري بخصوص فاندرلي، فهو يستوجب القلق، من الجانبين الشكلي والموضوعي، والدليل على ذلك ان الاتحاد الآسيوي بادر إلى إيقاف اللاعب مباشرة لمدة 60 يوماً (لا حظ طول المدة) وفي الوقت نفسه أمهل النصر 10 أيام لتوفير المستندات التي تثبت صحة تسجيل اللاعب ومشاركته، ولذا يجب التحرك من جانب القانونيين في نادي النصر واتحاد الكرة لتوفير كل الأوراق التي تثبت صحة موقف العميد، لأن العاقبة ستكون وخيمة في حال ثبوت العكس، وطبعا القناعة أكيدة بخصوص سلامة موقف النصر، لا سيما وأن هذا ما أكده مسؤولوه أكثر من مرة منذ إعلان الاحتجاج. **ويبقى في البال استدراك مهم، لتسجيل مالنا وما علينا في مثل هذه الحالات، فالاحتجاج في حد ذاته شكل ووسيلة من وسائل تحصيل الحقوق وتحقيق الفوز، عندما يتعذر بحسابات الملعب، والقانون سيد الموقف كما يقال، ولن يفسد للمنافسة المشروعة قضية، وهذه المسألة أذكرها من باب التسجيل ليس إلا، إنما الذي أذكّر به كل ما يخص المشكلات التي صادفناها منذ بدعة اللاعب الآسيوي الرابع، فهمومه وتبعاته أكثر من عائداته ومزاياه، لكن تقول لمن؟ deaudin@gmail.com