×
محافظة الجوف

مهرجان «الفاكهة» في طبرجل يدعو المزارعين للتسجيل

صورة الخبر

لا تُحبذ فئة كبيرة من المجتمع شراء المنزل الجاهز، على اعتبار أنها تخشى من عيوب ما بعد البيع، والمتمثلة في أعمال "السباكة" أو "الكهرباء"، أو حتى في طريقة عملية البناء، إلاّ أن هناك فئة أخرى تُفضل شراء الجاهز، فرغبتها الأولى والأخيرة هي تأمين "المسكن" لأسرها، فتجد الفرد يسابق الزمن كي يحصل على المنزل، متجاهلاً ربحية الجهة التي أخذ منها القرض، كذلك لا يُركز على المواصفات كثيراً، خاصةً الدقيقة منها، فالشكليات هي كل ما يحرص عليه. وساهمت تسهيلات البنوك وشركات التقسيط في لجوء البعض إلى شراء المنازل الجاهزة، دون النظر في نوع العقار وسلامة البناء وجودة المواد المستخدمة، ليقع الفرد ضحيةً، إذ لا يفيق إلاّ على هول الصدمة بمنزل مع أول موسم للأمطار وقد تحول إلى "برك سباحة" من سوء البناء!، وهو ما جعل نسبة كبيرة لا تُفضل شراء المنزل الجاهز، نتيجة لوجود تجارب سابقة كوّنت رأيا عاما سلبيا عن بعض الوحدات السكنية التجارية، مما يتطلب اختيار المسكن أولاً، ثم فحصه بشكل مناسب، مع الاستعانة بذوي الخبرة، ثم رفع طلب القرض لو أرد شراءه، ليبقى الأفضل دائماً وأبداً أن يشتري الشخص قطعة الأرض ثم يتم بناؤها على حسب رغباته، وحسب توجهاته، وحسب المخطط الهندسي الذي يرغبه. أرفض الشراء وقال "مهدي الرشيدي": هناك من يرى أن المستثمر يجب عليه أن يضع أفضل المواصفات المقاييس في عقاره الذي يريد اسثماره أياً كان نوعه، برجاً أو عمارة شققا أو حتى "فلة"، مؤكداً على أن المواصفات الجيدة لن يتبعها المستثمر إلاّ فئة قليلة جداً، مضيفاً أنه يرفض شراء منزل جاهز لو توفرت لديه السيولة الكافية، فبناء "مسكن العمر" يجب أن يكون وفق متطلباته وذوقه، ويجب أن يُراعي فيه كل الجوانب التي رسمها، مبيناً أن شراء منزل جاهز نادراً ما يكون ذا جودة عالية، خاصةً الجديدة، فأغلب المواد المستخدمة في البناء ليست بجودة عالية وتجد ان أسعاره مبالغ فيها جداً. وأشار إلى أن بيت العمر يحتاج جهداً كبيراً، وصفاء ذهن وتخطيطا سليما يراعى فيه كل الجوانب، لتتحقق الأهداف التي رسمها الفرد، ذاكراً أنه لو اشترى منزلاً جاهزاً، فبالتأكيد سيوفر الوقت والجهد، لكن لن يوفر ما أرغب، وعلي تحمل المسؤولية في حالة واجهتني أي مشكلة مع التصميم، أو سوء ورداءة المواد المستخدمة في البناء، لافتاً إلى أن الفرد سيدفع الثمن، وربما لو اشترى أرضاً وبنى عليها فإنه لن يخسر كثيراً، كذلك سيكون السعر أقل بكثير من سعر المنزل الجاهز. مساكن متهالكة وأوضح "باني بن فهد الخالدي" أن البناء يُعد أفضل بمراحل كثيرة جداً من شراء المنزل الجاهز، مضيفاً أنه سيبقى مستأجراً على أن لا يشتري الجاهز، مبيناً أن أغلب المساكن الجاهزة متهالكة، لتدفع ما تبقى من راتبك في إصلاحه، ذاكراً أن هناك توجهاً الى المناطق البعيدة عن المدن لشراء أرض بسعر معقول، ثم بناء المنزل عليها وفق ميزانية الفرد، فذلك أفضل بكثير من شراء منزل أولاً ب"عسر" يجعلك تحت وطأة الديون لمدة تفوق (15) عاماً، ثم لا تجده بالجودة والمواصفات الي رسمتها في منزل العمر، وقد يكون عبأ إضافيا عليك وهو الاصلاحات التي تعملها مُكرهاً، ناصحاً أن يجتمع الفرد مع ثلاثة من زملائه أو أصدقائه ثم شراء قطعة أرض بصك واحد وبناء وحدات عليها، إما "دبلكسات" أو شقق، على أن تكون مهمة الإشراف محصورة عليهم وهم من يختارها بعناية، وبذلك ضرب عصفورين بحجر واحد، التكلفة قليلة مقارنة بالقرض العقاري وكسبت جودة أفضل لمنزل أو بيت العمر. تحمل التكاليف وأكد "أحمد إبراهيم الزهراني" على أن شراء أرض وبناء منزل العمر لا ينطبق على شريحة كبيرة من المواطنيين، فهو معني بفئة معينة وقليلة وقد لا تتجاوز (10- 15%)، مضيفاً أن بناء المنزل تحت إشراف صاحبه يُعد أفضل بكثير من شراء منزل جاهز، والأغلب لو لديهم المال الكافي لاتجهوا لبناء المنزل وفق طموحاتهم، لكن هذا لا ينطبق على الشريحة الأكبر الذين توجهوا إلى الاقتراض لشراء منزل العمر، إمّا شقة أو عمارة، أو "فلة" بنوعيها "الدبلكس" أو العادي، مبيناً أن نسبة كبيرة ممن اشتروا منازلهم عن طريق قروض البنوك أو من شركات التقسيط المختصة تحملوا تكاليف تصل إلى (150%) من سعر المنزل الأصلي، وكل ذلك في سبيل الحصول على بيت العمر وضمان مسكن آمن له ولأسرته بعيداً عن جشع المؤجرين. برك سباحة وتحدث "محمد حسن الزهراني" قائلاً: "المستجير من الرمضا بالنار"، هذا المثل يشرح حال ذوي الدخل المحدود مع المؤجرين، أو مع الجهات التي تقدم القروض العقارية، حيث لا يكاد يخرج المسكين من دوامة المؤجر حتى يرتمي قسراً في أحضان البنوك أو الشركات المختصة في القروض العقارية، والتي تقدم عروضها بطرق تجعل المسكين لا يسأل حتى عن نسبة الربح وسنوات السداد، وتجعل همه الأول والأخير استلام مفتاح المنزل، بل وصل به الحال إلى عدم التدقيق في تفاصيل المنزل سواء من مواد مستخدمة، هل هي من النوع الجيد أو الرديء؟، وهل تصاميم المنزل ومساحات الغرف مناسبة أم لا؟، مضيفاً أنه لا يفيق إلاّ على هول الصدمة بمنزل مع أول موسم للأمطار وقد تحول إلى برك سباحة من سوء البناء، ذاكراً أن الجميع يؤكد أن البناء تحت إشراف صاحب المنزل يُقلل كثيرا من تكلفة المنزل فيما لو اشترى الجاهز من مستثمر همه المال بالدرجة الأولى، والذي سينعكس بلا شك على السعر المبالغ فيه، أو الخيالي في بعض الأحيان للمنزل. السوق يبغى كذا وأوضح "حسن شهارة" أنه لو يملك الأرض لبنى منزله من الغد، مضيفاً: "أنت وين وحنا وين"، مبيناً أن غالبية المواطنين مستأجرون والأمل بالله أولاً ثم بمشروعات الإسكان التي أمر بها خادم الحرمين الشرفين -حفظه الله-، ذاكراً أنه لو يملك المال والأرض لبنى منزل العمر حسب ما يُريد، بل إنه لن يلتفت إلى شراء المنزل الجاهز، الذي يأتي على رغبات المستثمر وعلى قولة: "السوق يبغى كذا"!. وأشار "سعود العنزي" إلى أن المنازل والشقق المعروضة للبيع الآن في السوق العقاري لو تخضع لمعايير البناء الحقيقي الذي يعتمد على الجودة والمقاييس العالمية، فإن (90%) منها لا يحقق تلك المعايير، وبالتالي فهي غير صالحة، لكن غياب الرقابة على البناء وعدم تطبيق أفضل المعاير في استخدام مواد البناء أو السباكة والكهرباء جعل الحبل على الغارب، وخدم المستثمر في زيادة ثروته عبر أكثر من جهة، فهو يجني أرباح البيع ويجني أرباحا من صيانة المنزل، متسائلاً: أين العدالة في هذه المعادلة؟، منزل بمواصفات رديئة، مواد بناء ذات جودة ضعيفة، ذاكراً أنه لو وُجدت الجودة فإنها بأسعار مبالغ فيها، مما يُجبر على التقليد لتتكرر عملية الشراء بشكل دوري، مؤكداً على أن الحل السليم في بناء منزلك بنفسك في حال توفر السيولة الكافية. فحص المنزل وقال "علي بن ناصر الأحمري" -مستثمر وعقاري-: المنزل الجاهز في الوقت الراهن سواء "فيلا دبلكس" أو "شقة بنظام التمليك" أو "فلل منفصلة" أصبح من أكثر المشروعات المدرة للأرباح بالنسبة للمستثمرين في مجال العقار وفي فترة وجيزة، مضيفاً أن الطلب على مثل الأنواع من المساكن مستمر وفي بعض الأحيان يزيد الطلب عن المعروض، مما يتسبب في رفع الأسعار وبشكل مبالغ فيه دون رقيب، مبيناً أنه ساهم في ذلك التسهيلات البنكية والعروض البنكية التي تملأ الصحف وإعلانات الشوارع، مما يجعل البعض يكون همه الأول موافقة البنك على طلب القرض العقاري دون النظر في نوع العقار، سلامة البناء، جودة المواد المستخدمة، ومثل هذه التصرفات ساهمت في زيادة الربحية للبنوك وشركات التقسيط المختصة بالعقار، فيما كان الضحية هو المشتري، فهو يشتري شقة بنظام التملك -على سبيل المثال- بضعف سعرها كاش، وهدفه الأول والأخير المسكن. ونصح باختيار المسكن أولاً، ثم فحصه بشكل مناسب، مع الاستعانة بذوي الخبرة من الأصدقاء، ثم رفع طلب القرض لو أراد شراءه عن طريق البنك، لافتاً إلى أن كل ذلك لا يساوي بناء مسكن أو منزل العمر بمتابعة شخصية من الشخص، حيث يُتابع كل صغيرة وكبيرة مع المقاول، وكذلك تطبيق عقد البناء خطوة بخطوة، وتطبيق كل بند بحذافيره، لترى في النهاية منزلك ينمو تحت إشرافك ووفق ما خطط له، مؤكداً على أن هذا الأسلوب الناجع مع بناء مسكن العمر والذي ستقضي أنت وأسرتك فيه ما تبقى من حياتك.