قررت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إدخال الوسائل الحديثة في «الدعوة». وطالبت مكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات باستعمال البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، في نشر رسائلها على المستوى الدولي، وعدم اقتصارها على الشأن المحلي. وقالت الوزارة في تعميم وزّعته على مكاتب الدعوة والإرشاد (اطلعت «الحياة» على صورة منه): «إن الهدف من استخدام وسائل متنوعة وحديثة في نشر أهداف ورسالة ورؤية المكاتب هو التأكيد على الأهداف التي أنشئت المكاتب لأجلها»، مشددة على أهمية «التواصل مع السجناء، وإضافة مواقع ميدانية جديدة لنشر رسالتها بها، مثل المؤسسات التعليمية والتدريبية بتخصصاتها كافة، من حكومية وأهلية، تشمل الجنسين، والمؤسسات الصحية والشركات الصناعية والتجارية، إضافة إلى الميادين التي يمارس النشاط بها، وهي المساجد والمصليات والأجهزة الإعلامية والمساكن والمجمعات السكنية وغيرها». وأيّد دعاة ومشايخ، التوسع في عمل مكاتب الدعوة والإرشاد من خلال التنوع في نشر رسالتها، وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُعدّ «خطوة إيجابية تعزز من الفكر الإيجابي وتقلص من الفكر السلبي الذي يعتري بعض شبابنا حالياً، ونحن في مرحلة مهمة ونتعرض لضغوط خارجية وأصبحنا مستهدفين من جماعات وتنظيمات إرهابية، والتعريف بدور مكاتب الدعوة والإرشاد وما تنص عليه الشريعة الإسلامية من حقن للدماء وتوحيد للصفوف». وقال يوسف الصالحي (إمام مسجد): «مواكبة التقنيات أصبحت هدفاً لابد منه، فالمطويات والمطبوعات لا زالت معتمدة، ولا يمكن الاستغناء عنها في نشر رسالة الإسلام، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت ذات تأثير رئيس ومباشر على الشباب، فكثيراً ما نواجه هجمات شرسة إلكترونية، ولا نتمكن من الرد عليها. كما أنه يوجد ناس بحاجة إلى التوعية والإرشاد وتعزيز وتأصيل مفهوم الإسلام. فكما يوجد جماعات إرهابية تدس أهدافها إلكترونيا، يوجد أيضاً مدافعون عن الدين الإسلامي قادرون على دعوة العديد من غير المسلمين إلى الإسلام». بدوره، أوضح الداعية سعد المنصور لـ «الحياة»، أن «التنوع في وسائل نشر أهداف الوزارة والجهات التابعة إليها، مسار لمجابهة ما تمر به المنطقة، فمن الطبيعي أن يكون لنا يد في نشر الدين والعلم النافع، خوفاً على عقول أبنائنا وانجرافهم وراء تيارات إرهابية وتنظيميات لا تمت للإسلام بصلة، فالتعميم بضرورة إدخال التقنية في نشر رسائل مكاتب الدعوة والإرشاد ما هي إلا خطوة إيجابية هدفها أيضاً رعاية من يدخلون الإسلام وتعليميهم أصوله والاعتناء بهم والتواصل معهم». وأضاف: «إن المسلمين الجدد بحاجة إلى فهم وتعمق فكري عن الدين الإسلامي، فهو ليس إرهاباً وقتلاً وصورة دموية، كما يعتقد الغرب. فهناك من شوّه صورة الدين، وقدم صوراً دامية عن الشريعة الإسلامية، وكأننا لا نعرف إلا القتل والدمار، وهذا فكر خاطئ، فكما أشرت إلى أن المسلمين الجدد بحاجة إلى صورة صحيحة عن الإسلام لتأهيلهم ونشر دعوة الدين في بلادهم». يذكر أن من أبرز وسائل الدعوة المعتمدة حالياً: المطويات، والملصقات، واللوحات الدعوية، والدورات، والمسابقات، وإطعام الطعام، والمراسلة، والجولات الدعوية، والمناشط الرياضية، والمعارض، والإسهام في وسائل الإعلام، والمكتبات، ودور رعاية المسلم الجديد.