درسدن (ألمانيا): «الشرق الأوسط» للوهلة الأولى لا تبدو سيارة أودي «إيه 6» الجديدة مختلفة كثيرا عن سابقتها، ولكن الكثير من جهد التحديث المستتر أدخل في إخراج الطراز المعدل الجديد. وجاء معظم التحديث محسوبا بحساب دقيق على أساس أن التصميم الأصلي كان جيدا ولا يلزمه الكثير من التغيير. طرحت الشركة سيارات أودي «إيه 6» الجديدة للتجربة في مدينة درسدن الألمانية والمناطق المحيطة بها، وشمل الكشف عن الفئة الجديدة المعدلة أنواع «إس 6» الرياضية و«أفانت» التي تضم مساحة شحن خلفية وراء المقاعد. التصميم الخارجي للسيارة لم يتغير كثيرا وإن كان قد شمل تعديل بعض الخطوط الأفقية الأمامية لإظهار السمات الرياضية للسيارة، مع خفض ارتفاع الأضواء الأمامية للتأكيد على الانسيابية. وشمل التعديل ذاته الأضواء الخلفية أيضا التي قُلص ارتفاعها، وتغيير شكل أنابيب العادم الخلفية من دائري إلى بيضاوي. وعلى الجانبين تبدو خطوط التصميم وانحناءات المعدن أسفل البابين مؤشرات على إضفاء المزيد من العضلات والانسيابية على الجسم بشكل عام. وهي مزودة بأدنى معاملات مقاومة الهواء في قطاعها إذ لا يزيد هذا المعدل في فئة الصالون عن 0.26 درجة. أما الجسم فهو خفيف من الألمنيوم المقوى. ولا يزيد وزن الفئة الأساسية بمحرك بترولي سعته 1.8 لتر عن 1535 كيلوغراما. أما في الداخل فقد تغير شكل ذراع نقل الحركة وأدخلت الشركة ألوانا جديدة على التجهيز الداخلي وأضافت الكثير من التحديث على نظام المعلومات والترفيه في السيارة. ويتسع صندوق الأمتعة الخلفي إلى 535 لترا مكعبا وهي سعة متوسطة بين سيارتي «إي كلاس» من مرسيدس – بنز والفئة الخامسة من بي إم دبليو، أكبر منافستين في هذا القطاع. والمحركات أيضا جديدة أدخل عليها الكثير من التحسينات وتتوافق مع معايير النظافة الأوروبية «يورو 6». وباستطاعة المشتري أن يختار بين ناقل يدوي أو أوتوماتيكي وتصميم كليهما جديد يساهم في تنعيم نقل الحركة وتوفير استهلاك الوقود. وسوف تطرح أودي في أسواق الشرق الأوسط المحركات البترولية فقط بداية من حجم لترين، باستثناء المحرك الصغير بحجم 1.8 لتر الذي يتوافق مع ناقل يدوي. كذلك يستطيع المشتري الاختيار بين الدفع الأمامي والدفع الرباعي «كواترو». وتوفر الشركة 3 محركات بترولية و4 تعمل بالديزل. وسوف تطرح في الشرق الأوسط سيارات بمحركين أحدهما سعة لترين من نوع «تي إف إس آي» بقدرة 252 حصانا و370 نيوتن متر من عزم الدوران، وهو محرك خفيف الوزن ويدفع العجلتين الأماميتين ويصل بالسيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 6.7 ثانية ولا يستهلك أكثر من غالون واحد من الوقود لكل 39.9 ميل مع بث كربوني لا يزيد على 137 غراما للكيلومتر. أما المحرك الثاني فهو بحجم 3 لترات يوفر قدرة 333 حصانا مع 444 نيوتن متر من عزم الدوران. ويستخدم المحرك المكون من 6 اسطوانات شاحن سوبر ونظام حقن الوقود الثنائي. وهو يدفع العجلات الأربع بنظام «كواترو»، وينطلق بالسيارة من الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 5.1 ثانية. وقد حددت الشركة السرعة القصوى للسيارة بـ250 كيلومترا لكلا المحركين. ولا يفرز المحرك الأكبر أكثر من 177 غراما من الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة. وتوفر المحركات نسبة 22 في المائة من البث الكربوني عن الجيل السابق. وتتركز «إيه 6» في تصميمها الداخلي على ما يسهل مهمة السائق، وهي تتفوق بالمساحات الداخلية أماما وخلفا، مع تحسينات في نظام الملاحة والموسيقى. ولكن المقصورة لم تتغير كثيرا عنها في الجيل السابق. وتوفر الشركة العديد من التجهيزات الأساسية في هذه الفئة منها نظام الملاحة، بينما تبدو الإضافات خاصة بالطراز الرياضي الذي يشمل عجلات أكبر حجما ونظام تعليق منخفضا ومقاعد أمامية رياضية. ويمكن إضافة نظام الملاحة المعدل الذي يعتمد على خرائط «غوغل» عبر نظام الإنترنت في السيارة. تتميز أضواء السيارة بأنها الأحدث في الصناعة بخاصية «إل إي دي» الفعالة لأضواء الإشارات المتحركة في اتجاه السيارة. ويمكن اختيار نظام «ماتريكس» الذي يوفر إضاءة عالية لا تبهر السائقين الآخرين. كما يمكن اختيار التحريك الكهربائي لغطاء صندوق الأمتعة. ومن التقنيات الأخرى التي يمكن اختيارها عرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية للسائقين وخيار تبريد المقاعد وإضافة خاصية التدليك عليها. وما يميز «إيه 6» الجديد حقا هو نوعية القيادة بنظام التعليق الجديد الذي يوفر دقة في التوجيه مع سلاسة في الانطلاق السريع. كذلك تتعامل السيارة مع الطرق الوعرة بسهولة وتوفر القدر الكبير من النعومة للركاب بما يليق بسيارة من القطاع الفاخر لا القطاع المتوسط. وتتفوق فئات «إس 6» في الإنجاز الرياضي رغم غياب بعض النعومة في الإنجاز، ولكنها أكثر تفوقا في التحكم وفي الانطلاق خصوصا أنها أعرض قليلا في محور العجلات وتعتمد على الدفع على كل العجلات. كما أنها أقوى في المكابح التي توفر استجابة أفضل من الجيل السابق. التجربة العملية تثبت نجاح طراز أودي الجديد في تحقيق الديناميكية والانسيابية للسيارة. ويبدو التصميم حديثا وجذابا على رغم أنه لم يتغير كثيرا عما كان عليه في الطراز السابق. كما يظهر بوضوح أن السيارة أنيقة في الشكل وجيدة في الإنجاز. وهي لا تقل في نوعية التجهيز الداخلي ولا في تقنيات القيادة عن منافساتها. وبلغ من تفوق السيارة في توفير مساحات داخلية وقيادة وثيرة أن بعض مصادر الإعلام أبدت تخوفها من أن يؤثر هذا على وضع الفئة الفاخرة «إيه 8» التي تماثلها في التجهيز وتزيد عنها قليلا في الحجم. وتتميز السيارة عن منافساتها في هذا القطاع بتوفير أجهزة الملاحة بشاشة وسطية عريضة ضمن التجهيزات الأساسية للسيارة، مما قد يدفع الشركات المنافسة إلى إعادة النظر في إنتاج سيارات لا تتمتع بالمزايا نفسها في هذا القطاع. والسيارة متفوقة في المناورة وفي الانطلاق السريع على الطرق، كما أنها سهلة القيادة وتوفر تقنيات أمان متعددة. وهي تنافس في أحد أكثر القطاعات صعوبة، وهو قطاع الصالون الفاخر المتوسط الذي تقدمت فيه بهوامش كبيرة السيارات المنافسة. هذا وتصل السيارة إلى أسواق المنطقة خلال شهر فبراير (شباط) من العام المقبل. ولم تحدد الشركة الأسعار المحلية بعد.