×
محافظة مكة المكرمة

مدير شرطة جدة يناقش مع رئيس المحكمة العامة الصعوبات التي تواجه تأخر بعض القضايا والبت فيها

صورة الخبر

باريس: ميشال أبو نجم يأتي أم لا يأتي؟ السؤال استنفر الطاقم الدبلوماسي المحلي والدولي أمس في العاصمة الفرنسية بعد الخبر الذي نقله مصدر أميركي ومفاده أن الوزير جون كيري ينوي العودة إلى باريس «للقاء عدد من نظرائه الأوروبيين». وسريعا جدا، تعددت علامات الاستفهام: إذا كان يريد حقيقة لقاء نظرائه الأوروبيين، فلا حاجة له بالعودة إلى باريس لأن وزيري الخارجية الفرنسي والبريطاني لوران فابيوس وفيليب هاموند فضلا عن الليدي كاثرين أشتون، التي احتفظت بالملف النووي الإيراني رغم انتهاء ولايتها كممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، من الاتحاد الأوروبي كانوا برفقة كيري أمس في العاصمة النمساوية حيث يرغب الجميع بتوفير «دفع سياسي» لعملية التفاوض حول الملف المذكور وبالتالي لا حاجة له للسفر إلى باريس. أضف إلى ذلك أن الوزير الأميركي كان في العاصمة الفرنسية أول من أمس حيث كانت له لقاءات متعددة. الفرضية الثانية قالت إن كيري يريد إطلاع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على ما استجد في مباحثاته الأخيرة مع الوزير الإيراني محمد جواد ظريف ليل الخميس وصباح الجمعة لـ«غربلة» الأفكار وتوفير «غطاء» عربي لاتفاق محتمل مع طهران ومعرفة ما يمكن قبوله وما هو غير مقبول. والحال أن الأمير سعود الفيصل كان في موسكو التي عاد منها مساء ولم يصدر عن مكتبه أي خبر علما بأنه كان استقبل كيري في مقر إقامته بباريس صباح أول من أمس وكان الملف الإيراني على رأس المواضيع التي تناولاها مطولا. أما الفرضية الثالثة فمردها إلى إعلان الوفد الإيراني أن ظريف يريد الانتقال إلى طهران للتشاور مع القيادة الإيرانية حول آخر المقترحات المطروحة لاتفاق نهائي من شأنه إغلاق هذا الملف الذي يستحوذ على جزء كبير من اهتمامات الدبلوماسية الدولية. وفي رأي المحللين، أن توجه ظريف إلى طهران «يعني الاقتراب من لحظة الحسم». لذا لم يعد لبقاء كيري في فيينا أي معنى بعد رحيل المفاوض الإيراني الرئيسي وعودة فابيوس وهاموند إلى بلديهما. بقيت فرضية أخيرة وهي أن كيري يحب فرنسا وتحديدا باريس وهو يتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة ويملك منزلا فيها. وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، فإن كيري يعطي الكثير من مواعيده في باريس أكان ذلك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أم مع وزراء الخارجية العرب أو هو ما تكرر الكثير من المرات في السنوات التي مضت على وجوده في وزارة الخارجية. وبين هذه الفرضية وتلك، ندرت المعلومات وكثرت التحاليل. فالخارجية الفرنسية تحيل السائل على السفارة الأميركية في باريس التي تردد لمن يريد أن يسمع أن «لا علم لديها» بخطط كيري وأنه يتعين الاتصال بالوفد الأميركي في فيينا. وهكذا دواليك. ولكن يبدو من الثابت، أن عودة كيري إلى باريس كانت مربوطة بتوجه ظريف إلى إيران وأن تخلي الأخير عن خططه حمل الوزير الأميركي على البقاء في العاصمة النمساوية للاستمرار في المشاورات. وبالفعل، فقد أعلن مساء أن كيري وظريف سيعقدان جلسة مفاوضات ثالثة ليلا في مسعى إضافي للخروج من المفاوضات من النفق الذي دخلت فيه مع اقتراب انتهاء المهلة المنصوص عنها في اتفاق جنيف المرحلي الموقع قبل عام تماما. وفي أي حال، فالسيناريوهات يمكن أن تتغير بين لحظة وأخرى. بيد أن الثابت أن نقاط الافتراق التي ما زالت قائمة والتي تنتظر «حلولا وسطية» تتناول 3 مسائل: الأولى، عدد ونوعية الطاردات المركزية التي سيتاح لإيران الاحتفاظ بها والثانية، مصير كميات اليورانيوم بنسبة 5 في المائة أو 19 في المائة المخصب التي تملكها إيران والثالثة، نوع التدابير التي ستفرض على إيران لمنعها من تطوير تكنولوجيا البلوتونيوم التي تفضي بدورها إلى القنبلة النووية. يضاف إلى ذلك المطلب الإيراني برفع العقوبات الثنائية والدولية فور توقيع الاتفاق. وتقول مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف» من وراء الإصرار الغربي على خفض كبير لحجم البرنامج النووي الإيراني هو «إطالة المدة التي يمكن أن تحتاج إليها لإيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لتصنيع قنبلة نووية في حال قرارها عدم التزام بنود الاتفاق». وفي هذا السياق يريد الغربيون أمرين: الأول، هو اتفاق ملزم لـ15 أو 20 عاما «وهو ما لم تقبله إيران حتى الآن إذ إنها تريده من 5 سنوات أو أكثر بقليل» والثاني هي ترتيبات تتناول حجم البرنامج النووي بحيث تكون إيران بحاجة إلى عام كامل في أقل تقدير للحصول ما يكفي من المواد المخصبة الضرورية لتجهيز أول قنبلة نووية. والمغزى من ذلك أن القوى الغربية قد تكون محتاجة لهذه الفترة الزمنية لإعادة تعبئة صفوفها دبلوماسيا وسياسيا وربما عسكريا لمواجهة إيران قبل أن تكون قد قطعت «الخط الأحمر» المتمثل ليس فقط ببناء القوة النووية بل أيضا بالوصول إلى «الحافة النووية» كما هو حال كوريا الجنوبية أو اليابان أو البرازيل وكلها تملك التكنولوجيا والخبرات لكنها ملتزمة بعد التحول إلى قوة نووية.