تعد "مدرسة المشاغبين" من الأعمال المسرحية المصرية التي لا تموت برغم أن الموت قد غيب أكثر طلابها فوجدت أن أستعير جملة الفنان عادل إمام : " شفتيني وأنا ميت " لتكون تعبيرا حقيقيا عن واقع ما سوف أكتب عنه وهو اتحاد كرة القدم الجديد. كلنا يعرف أن اتحاد كرة القدم الجديد، والذي ولد مع بداية العام الميلادي الحالي بعد تجربة انتخابية شهدت تباينا كبيرا في الأفكار والتطلعات والرؤى، فيما بين من يرى ضرورة تحرر إدارة اللعبة، ومن يرى أنه لا فرق في معركة تقاطع المصالح من استمرار تطويقها بربق الانقياد والتنفيذ لأربع سنوات قادمة يعيش مرحلة صعبة جدا من الداخل. انتهت اللعبة وبعد أقل من شهر تكشفت تطلعات منظومته بفتح ملفات كنا ولا نزال نعرف أدق تفاصيلها، ومنها الملف المادي ورسم هيكلة صغيرة على برنامج " بوربوينت " وتبديل بعض الأسماء بأسماء أخرى ستكون على هامش العمل الحقيقي والمتوقع أو الذي تم تصويره لنا أثناء الحملة الانتخابية، خاصة إذا ما أدركنا أن هذا الاتحاد اعتمد في تشكيلته على مجموعة من التنفيذيين بدءا من الرئيس إلى لجنة تحصيل الديون، الأمر الذي أغلقه عراب المرحلة الرياضية المهمة الأمير نواف بن محمد بوضع جواب على كل سؤال تبادر إلى أذهاننا خلال حديثه المتميز للزميلة صحيفة الجزيرة برفقة الزميل أحمد العجلان، بل إن سمو الأمير والرياضي المحنك قدم لنا رؤية مستقبلية عما ستعيشه اللجنة الأولمبية السعودية وهنا خرج الأمر لأول مرة من كونه نصراويا هلاليا ليكون شأنا وطنيا مهما على الأقل بعيدا عن آراء الجماهير التي تهدف لدعم ناديها حتى وهي لا تعي حجم ما كنا ولا نزال نتحدث عنه. لقد ولد هذا الاتحاد مترنحا برغم الدعم الكامل الذي وجده، حيث لم يشفع له الورق المكتوب ولا تشكيلة الرجل المحبوب لأن يظهر على الأقل في أول مؤتمر له بتلك القوة المتوقعة بل تحول مؤتمره إلى مسرحية بعنوان "اللحاق بالطائرة قبل إقلاعها" رغم سهولة المهمة خاصة أنه قد صنف الأندية ومشاكلها إلى نطاق أخضر كما ذكرت ذلك سلفا في المقالة السابقة وهو النطاق الذي يشمل الأندية التي منحته صوتها وإلى نطاق أحمر وهي الأندية التي صوتت لمنافسه كما أنه عاش قبيل بدء العمل الحقيقي متورما بفكره الاستثماري الخلاق والمبدع حتى إنه منح الجميع وعودا لا نهاية لها ثم ما لبث مع أول منعطف ليتحول إلى مجرد مستشار مالي أو محاسب قانوني أو "محصل ديون". اتحاد كرة القدم دخل ميدان اللعبة الآن وأصبح يتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى وإن كانت طعون المنافس خالد بن معمر وفكرة نجاحه من هنا إلى أبريل القادم وحوار الأمير نواف بن محمد ليست إلا قليل من سعيد المولد وإلتون جوزيه ومحمد العويس وعوض خميس وصولا إلى خبير التحكيم بلاكنبيرج وللأسف مع كل ضربة لا نجد له صوتا أو متحدثا أو من يمثله في مواجهة مثل هذه القضايا الحازمة والجادة فقد اختار الانكفاء على ذاته وإدارة الأمر على طريقة " اخرج منها بتشكيل لجنة". لم أفكر بالكتابة عن اتحاد كرة القدم لكن خيبة الأمل التي أصيب بها المقربون أكثر بكثير مما كنت أتوقعه ومع هذا لا نزال نؤمل أنفسنا بتجاوز هذه المحن على الأقل على مستوى المنتخب السعودي الذي سيعود لمواصلة مشواره في تصفيات مونديال روسيا، وبقية أنديتنا التي تشارك في دوري أبطال القارة. خاص بالعربية.نت - رياضة ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.