يبقى الإبداع والابتكار، بمنزلة اللمسة السحرية في نجاح أي اختراع جديد، أما التقليد ومحاكاة التجارب القديمة، فهي أمور عادية، لا تلفت الأنظار إليها، ولا تحقق النجاح المأمول، وهذا لن يتحقق إلا بوجود جهات داعمة ومؤمنة بقدرة المبدعين على التميز والتطور وهو ما نحتاجه في القطاع الإلكتروني داخل المملكة لاكتشاف المواهب الوطنية. المدارس السعودية تضم طلاباً مبدعين في تعاملهم مع الأجهزة الإلكترونية، من أجهزة حاسب آلي وأجهزة ذكية، ليس هذا فحسب، وإنما هناك طلاب قادرون على فك هذه الأجهزة وإعادة تركيبها، وتصميم برامج الكمبيوتر بشكل إبداعي ومميز، ولكن مع الأسف لا توجد جهة واحدة، تتابع هذه المواهب وتتبناها علمياً حتى تحقق ما تريده وتحلم به، في الوقت نفسه، لا توجد جهات رسمية داعمة، تركز في أنشطتها على دعم هؤلاء الشباب مالياً، والوقوف بجانبهم حتى يحققوا مبتغاهم، والسبب أن هذه الجهات غير مقتنعة بهذه الكفاءات، ليس لسبب سوى أن هناك نظرة خاطئة بأن قطاع صناعة الإلكترونيات قاصر على الغرب دون سواه. نعود ونؤكد أن الاقتصاد السعودي في حاجة إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد، وأرى أن القطاع الإلكتروني من القطاعات المهمة، التي ينبغي أن نركز عليها في المستقبل، لأن هذا القطاع كفيل بإحداث انقلاب حقيقي في المفاهيم والأداء العام وزيادة الإنتاج، والأهم من ذلك تعزيز جهود التحول إلى الحكومة الإلكترونية، والقضاء على البيروقراطية، هذا بخلاف ما يوفره من وظائف شاغرة لآلاف الشبان والفتيات. الدولة رعاها الله، تخصص ميزانيات ضخمة للشباب المستثمرين في كثير من القطاعات العقارية والصناعية، إلا أننا لا نجد هذا التعامل مع المستثمرين في القطاع الإلكتروني، الذي يحتاج مستثمروه إلى دعم الدولة دون سواها، لأن هذه الجهات هي الوحيدة القادرة على ذلك في الوقت الحالي، خاصة إذا عرفنا أن القطاع الخاص يحتاج إلى فترة حتى يصل إلى درجة الاقتناع المطلوبة، وحتى يتحقق هذا ننتظر الدعم الرسمي من مؤسسات الدولة.