أجمع عدد من الأكاديميين والمشايخ على أن الإرهاب داء العصر الذي ابتليت به الأمم والمجتمعات المعاصرة فلم يسلم مجتمع من شروره وآثاره المدمرة، مشددين على ضرورة تحصين شبابنا وحمايتهم من الفكر الضال والغلو والتطرف، والتصدي لتعرية الفكر الضال المنحرف عن الوسطية والاعتدال والمتعطش للدماء، لافتين إلى أن ما يقع من مواجهات بين هؤلاء المخربين ورجال الأمن لهو أكبر دليل على إفلاس أصحاب هذا الفكر المتطرف وسقوط جميع أطروحاتهم. باعوا عقولهم للشيطان بداية يؤكد الدكتور عبدالرحمن بن عمر المدخلي وكيل كلية الشريعة والقانون والجودة والتطوير الأكاديمي بجامعة جازان وعضو لجنة مناصحة الموقوفين في قضايا أمنية بوزارة الداخلية، أن هذه الفئة قد جمعت كل الخصال الذميمة من سفك الدماء وقتل الأبرياء وإزهاق النفس المعصومة وفي هذه الأيام الفاضلة وفي يوم فضيل كيوم الجمعة، متسائلا: أي دين يبيح الغدر والكذب وأي عقول تقدم على استحلال المحرمات، مشيرا إلى أن رجال أمننا مرابطون في نهار رمضان من أجل الذود عن تراب وطننا والمحافظة على أمنه من أناس باعوا عقولهم للشيطان وفارقوا الجماعة واستحلوا الدماء وقتل الأنفس بغير حق والخروج على ولي الأمر وعلى وطن الخير والنماء الذي يقابل أعمالهم بالمناصحة والدعوة لكل مغرر أن يعود إلى رشده ويتبع الصراط المستقيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، مشددا أن التصدي لهؤلاء المخربين مسؤولية الجميع من علماء ومشائخ ورجال فكر ومنابر ومؤسسات تربوية وتعليمية لنشر أخلاق الإسلام الحقيقية التي بدورها سوف تعري كل فكر ضال ومنحرف عن الوسطية والاعتدال ومتعطش للدماء، وهذا هو المؤمل في رجال فكرنا وعلمائنا وحملة الأقلام، كما أن حكومتنا وفرت مركزا للمناصحة لإعادة أمثال هؤلاء المخربين إلى رشدهم ومناصحتهم وفق تعاليم ديننا الحنيف، لافتا إلى أن ما يقع بين الحين والآخر من مواجهات بين رجال الأمن وشراذم الفكر الضال المنحرف لهو أكبر دليل على إفلاس أصحاب هذا الفكر المتطرف وهم يلجأون من وقت لآخر للفت الأنظار إليهم نظرا لتساقط جميع أطروحاتهم التي كانوا يروجون لها ولم يعد لها جمهور ولا مؤيد إلا من أعمى الله بصيرته. بقايا جاهلية وهمجية ومن جانبه، يرى الدكتور شاهر النهاري أن التطرف والإرهاب سؤال يؤرق المنظرين، فمن هم هؤلاء الإرهابيون الذين لا يتوانون عن الهجوم على حدود أرض الحرمين الشريفين وفي شهر رمضان المبارك ووقت صلاة الجمعة، ويعتدون على مسلم مرابط يحرس خفره، ويؤدي دوره الإنساني الوطني الديني؟. والجواب أنهم ليسوا إلا بقايا جاهلية مقيتة لم يتمكن الدين من تطويعها، لقد ترسخت نوازعهم الخشنة المتوجسة والعنيفة في أنفسهم تبحث عن القتل والسلب والسبي والسيطرة الغاشمة على البشر، ودون أي معرفة بسيطة بحدود أو عرف أو دين أو رب، فيظلون يفتخرون بكل قطرة دم، وبكل سبي أو سلب. هؤلاء ليسوا إلا بقايا الهمجية، والتوحش، والغدر، وعدم احترام القيم الإنسانية، وتهميش كل قوانين العقل والأعراف، والكارثة أنهم يجيرون ذلك لرب العباد، وهم لا يتبعون إلا خطى الشيطان. ومن وجهة نظر الروائية والكاتبة عبير العلي أن مما يؤسف له هو جرأة هؤلاء الإرهابيين في الاعتداء على حدود الوطن في شهر فضيل ويوم مبارك ووقت صلاة وخطبة الجمعة، بحيث لم يراعوا حرمة هذه المواقيت الزمانية، فضلا عن قداسة الوطن الذي ينتمون اليه، وادعائهم الإسلام، ورفعهم لراية تحمل (لا إله إلا الله)، واعتقادهم ومن يحرضهم ويدعمهم ويتعاطف معهم أنهم يمثلون الدين ويدافعون عنه وهو منهم براء، داعية إلى التصدي بحزم لهذه الشرذمة الخارجة عن قوانين الإنسانية والإسلام والوطن، والبحث بجدية عن مسببات الولاء للفكر المتطرف بمختلف مسمياته، وتعزيز المسؤولية الدينية والاجتماعية لمراعاة حرمة المكان والزمان. تحصين المجتمع وإلى ذلك، يوضح الشيخ عيسى الشماخي إمام وخطيب الجامع الكبير بصبيا أن الإرهاب يمثل داء العصر الذي ابتليت به الأمم والمجتمعات المعاصرة فلم يسلم مجتمع من شروره وآثاره المدمرة، مشددا على ضرورة تحصين شبابنا من كل الأفكار المستوردة والضالة وحمايتهم من كل ما قد يحفهم من مخاطر الغلو والفتنة، مشيرا إلى أهمية توافر العوامل المؤثرة في تربية الشباب ودور مؤسسات المجتمع في تربية الأجيال وضرورة القيام بالدور المنوط بها على الوجه المطلوب. التصدي للفكر المنحرف كذلك يؤكد الشيخ عدنان خواجي خطيب جامع الراجحي على أهمية تحصين أفراد المجتمع لاسيما الناشئة والشباب وتبصيرهم وتحذيرهم من مخاطر هذا الفكر المنحرف، ومحاربة متبنيه الذين حادوا عن الصراط المستقيم وبيان وسطية الإسلام الذين يحث على إشاعة المحبة والسلام. مهمة منابر التوجيه والإعلام أما الشيخ محمد سليمان القنوي عمدة المركز الأسفل بصبيا فيرى أن مهمة تحصين المجتمع تقع على عاتق منابر التوجيه والإعلام للقيام بدورها الهام في التوعية وتثقيف أفراد المجتمع بخطر الفكر الضال والمنحرف الذي يحاول التشويش على عقول أبنائنا وجرهم إلى ميادين القتال والموت، مشددا على وحدة تعزيز الصف والتعاون بين شرائح المجتمع وتقوية اللحمة الوطنية للوقوف صفا واحدا ضد كل الأفكار والتيارات الدخيلة والذود عن ثوابت الأمة، وحماية أمن الوطن ومكتسباته بالغالي والنفيس.