عن المركز القومي للترجمة صدرت النسخة العربية من كتاب «موت الناقد» من تأليف رونان ماكدونالد وترجمة فخري صالح. يسعى الكتاب إلى القول إن دور الناقد الأكاديمي القائم على حكم القيمة، قد تراجع وتضاءل تأثيره وضعفت صلته بجماهير القراء في ظل مد النقد الثقافي، الذي يتصدر المشهد النقدي في المؤسسة الأكاديمية البريطانية وكذلك الأمريكية. ووصف المؤلف ما حدث بتحول جذري في دراسة الآداب والفنون، بحيث حل القارئ غير المتخصص محل القارئ المتخصص الذي يعمل في المؤسسة الأكاديمية، أو حتى في الصحافة التي أتاحت في عقود سابقة تأثيرًا واسعًا للنقاد الذين ينشرون مقالاتهم وتعليقاتهم في المجلات المتخصصة بمراجعات الكتب، وكذلك في الملاحق الثقافية. على جانب آخر، شحب دور الناقد وتضاءل حضوره بسبب انسحابه إلى صومعته الأكاديمية مكتفيًا بكتابة دراسات وبحوث لا يفهمها سوى النخبة المتخصصة العارفة باللغة الاصطلاحية والمفاهيم والمنهجيات وخلص الكتاب الذي قام بتأليفة المؤلف رونان ماكدونالد، وهو أكاديمي بريطاني تخرج في جامعة ريدنج، ويعمل أستاذًا بجامعة نيو ساوث ويلز بسيدنى في أستراليا، إلى أنه ليس من الممكن أن يحل المدونون محل النقاد، وأنه من حق الجميع التخوف على تلاشي المؤسسة النقدية وحلول نوع من الكتابات السريعة التي تعتمد على الذائقة لا المعرفة، محل الكتابة التي تضيء النصوص والكتابات، والتى ترينا بصورة جلية لماذا يكون الفن والأدب جديرين باهتمام الناس. فهذا هو الدور الأساسي للناقد والذي ينبغي أن يدافع عنه في عصر المعرفة السريعة عبر شاشات الكمبيوتر.